المشاركات

عرض المشاركات من فبراير ٩, ٢٠٢٠

دينو ريزي في كتاب مذكراته"وحوشي"

صورة
"في الثالث والعشرين من ديسمبر ٢٠٠٣، بلغتُ السابعة والثمانين. لم أفكّر أنني سأتجاوز عتبة العام ٢٠٠٠. هذا تطلّب مني ان أعيد حساباتي من جديد. كلّ أصدقائي رحلوا. الكلّ أصغر مني سنّاً. أسأل نفسي عمّا اذا كانت مكافأة أم عقاباً ان أبقى حيّاً بعد رحيلهم. راجعتُ ضميري. لا أعتز بنفسي. كنت أبلهاً، خائناً، كذّاباً، منافقاً، غير محترم، مملاً، حزيناً، غيوراً، محبطاً. ولكن كنت أيضاً محبّاً، كريماً، حالماً، فرحاً، متردداً، جاهلاً، ساذجاً، مهذباً، نزيهاً. أحببتُ كثيراً الطبيعة، البحر، النساء، السينما، المسرح، السفر، الكتب، الموسيقى، النبيذ، الفراولة بالكريما، السباغيتي، الشوكولاتة الساخنة، المعجنات. بكيتُ وأنا أشاهد "مدينتنا الصغيرة" لثورنتن وايلدر في الـ"أوديون" ــ ميلانو، بكيتُ يوم اغتيال كندي، بكيتُ عندما مات الأمير اندره (في "حرب وسلم")، بكيتُ عندما مسكت بائعة الورد، التي لم تعد عمياء، يد تشارلي شابلن، في "أضواء المدينة". كرهتُ ستالين وماو تسي تونغ، كرهتُ "البطل" الذي وضع القنبلة في فيللا رازيللا، كرهتُ اريكا (١٦ سنة) التي قتلت أمها وش