المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ٢١, ٢٠٢١

اللذة الخطرة في كتاب تأملات في الإنسان \ رجاء النقاش

صورة
  كان يقول لكل من يقابله :  _أنا موسيقار ، أنا عبقري .. ولكني لا أستطيع أن أكتب لحناً واحداً وزوجتي على ظهر الحياة.. إنها تفسد نبوغي.. وتقتل أحلامي كفنان. وعندما يذهب إلى البيت الحزين الكئيب.. ينظر إلى زوجته في نفور.. ثم يضربها.. وهي صامتة لا تتحرك.. لا تعترض لا تقول آه. وفي صمت تجري من عيونها دموع .. ثم تقدم ما يحتاج إليه.. في طاعة الخادم الذليل. وظل على هذه الحال سنوات طويلة. وفي يوم عاد إلى البيت .. فوجد زوجته مكومة في ركن مظلم.. وصرخ في وجهها .. فلم ترد عليه.. ثم ركلها بقدمه.. ولكنها لم تتحرك . وبدأ يتردد.. وعرفت يده الحنان لأول مرة بعد عشرين سنة من الزواج ..وهو يهزها وينادي عليها. ولكنها لم ترد .. لقد ماتت. وفزع العبقري.. وخرج من بيته .. وظل يجري في الظلام حتى وقع على وجهه في الطريق ، ومات. هذه هي خلاصة القصة التي كتبها الأديب العالمي الكبير "دستويفسكي" _ والقصة تقدم لنا نوعاً من الشخصيات يقابلنا كثيراً في الحياة. فالموسيقار يعاني ما يمكن أن نسميه "عقدة الاضطهاد" وهو يقنع نفسه بأن زوجته تضطهده وتعطله عن الفن.. إنه يلقي عبء فشله على زوجته .. ويبدو في نظر نفسه بر

وحي القلم \ مصطفى صادق الرافعي

صورة
  في جمال النفس يكون كل شيء جميلا، إذ تُلقي النفس عليك من ألوانها، فتنقلب الدار الصغيرة قصرًا ، لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي ، و تعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على المطر، و يظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السماوات ، و يبدوالفجر بألوانه و أنواره و نسماته كأنه جنة سابحة في الهواء ، في جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة ، وي كأن الله أمر العالَم ألا يعبس للقلب المبتسم .

ثمة موت يدركك وأنت حيٌّ \ نجيب محفوظ

صورة
  متى يموت الإنسان؟..لم أفكر أبدا في الموت باعتباره حالة سريرية فقط، كنت طوال مدة حياتي الميكروسكوبية أعتبر  الإنسان مشروعاً قابلاً للموت داخل أي جسد، المشروع المحكوم عليه بالفشل، بالزمانية، بالاندثار..كنت أخاف الموت إلى أن أغرمت به واحتل كياني دون أن أعيشه، وبقدر ما أردت أن يبدوتفكيري عميقا فقد بدوت دائما عقيما،لا أفكر أبدا، الناس لا يعلمون عمّا يعتمل داخلك أبدا إن لم تخبرهم، وفي النهاية لا أحد يهتم للموت خارج جسده، فهوقضية شخصية، إنها محض خيالاتك عن الموت والحياة والأشياء التي تحدث مع الجميع، وهي لا تصلح مادة للمشاركة،ولكن متى كانت الكتابة مشاركة؟ ماذا يعني أن يتخيل أحد الموت غير السريري، هل موت نفسي، موت ميتافيزيائي، موت عاطفي، موت فرداني، تراجيدي، كوميدي، جماعي، نزعة دونكيخوتية؟ ماذا بالضبط؟ اعتقدت أن الحياة لا يمكن أن تستمر أبدا بشكل مثير دون تجربة الموت، لكني جربت ذلك الشيء، ليس عبر جسدي،كان موتا جسديا سريريا، لكنه في جسد آخر، وبالنسبة لي ظل الأمر شبيها بموت شخصي لشيء لم أقدر يوما على وصفه، لو ينظر النرويجيون إلى هذا الاعتبارالسخيف سيضحكون حتما، سكان الشمال الذين يعتقدون في أساطي