المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ٢٩, ٢٠٢١

الفرق بين البحث عن السعادة وبين الحصول عليها \ إميل أوكست شارتييه

صورة
  عادة ما نقول إن كل الناس يجرون وراء السعادة. سأقول بالأحرى أنهم يرغبون فيها، وهذا فقط على مستوى الكلام، ومن خلال آراء الغير. لأن السعادة ليست شيئا نجري وراءه، بل شيئا نمتلكه. وخارج هذا الامتلاك، ستكون السعادة مجرد كلمة. لكن عادة ما يعطي الناس قيمة كبيرة للأشياء، مقابل إعطاء قيمة أقل للذات، فهذا يريد الاستمتاع بالثروة، وذاك بالموسيقى، والآخر بالعلوم. لكن التاجر هو الذي يحب الثروة، والموسيقي يحب الموسيقى، والباحث يحب العلوم. بحيث إنه ليس هناك قط أشياء تروقنا إذا لم نحصل عليها، وليس هناك تقريبًا قط أشياء تروقنا إذا لم نقم بها، حتى وإن كان الأمر يتعلق بتسديد أو تلقي الضربات. هكذا فكل الآلام يمكن أن تكون جزءًا من السعادة، إذا كنا نبحث عنها في أفق تحقيق فعل مضبوط وصعب، مثل ترويض حصان. إن حديقة ما لن تروقنا، إذا لم نصنعها بأنفسنا. ولن تروقنا امرأة ما لم نغزوها. بل حتى السلطة يملكها ذاك الذي يحصل عليها دون بذل مجهود. فالجمنازي يجد متعة في القفز، كما يجد العداء متعة في العدو؛ أما المتفرج فليس له سوى متعة الفرجة. هكذا فالأطفال لا ينقصهم الطريق الأصوب، عندما يقولون إنهم يريدون أن يكونوا عدائين

أنت وحياتك ولا شيء آخر \ أنتونيا كيس

صورة
  يُعلّمنا الفلاسفة الوجوديّون أنّنا وحدنا مسؤولون عن خلق حياةٍ ذات مغزى في عالمٍ عبثيٍّ ومُجحِف. واقفًا عند حافّة، يُخيّم عليك إحساس تيهٍ وارتباك. فأنت لا تخشى السّقوط وحسب، بل تخشى أيضًا الاستسلام للحافز الذي يحرّضك على رمي نفسك. لا شيء يردعك. يتصاعد الذّعر، والقلق، والأسى. يصف الفيلسوف الدنماركيّ سورين كيركغورد هذه الحالة بوصفها حالة «القلق الوجوديّ» (existential angst) لأنّك هنا، عند طرف الحافّة، تُمارس حريّتك في تجربةٍ مباشرة. بوسعك فعل ما يحلو لك – أن تتقدّم إلى الهاوية المتثائبة أو أن تبقى حيث أنت. هذا رهنٌ بك. إنّ إدراك امتلاكك حريّةً مطلقةً في تقرير مشار حياتك – أن تقفز أو ألّا تقفز – مُدوِّخٌ مثل شعور الدّوار، بحسب تفسير كيركغورد الذي يشير إلى أنّنا نواجه القلق ذاته في خيارات حياتنا كلّها. فكلُّ فعلٍ نقوم به خيارٌ قرّرناه نحن، لا غيرنا. محاجّة كيركغورد بأنّ الحياة سلسلة خيارات – وأنّ هذه الخيارات تمنح (أو لا تمنح) معنى لحياتك – هي حجر زاوية الوجوديّة. بدلًا من إلقاء المسؤوليّة على المجتمع أو الدِّين، يكون كلُّ فردٍ مسؤولًا أوحد عن منح حياته معنى وعن عيشها بأصالة. موضوع الأصال