المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٧, ٢٠٢١

كافكا على الشاطئ \ هاروكي موراكامي

صورة
  القدر أحيانا كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهاتها. وأنت تغير اتجاهاتك، لكنها تلاحقك. تراوغها مرة بعد أخرى، لكنها تتكيف و تتبعك. تلعب معها هكذا مراراً، كرقصة مشؤومة مع الموت في الفجر. لماذا؟ لأن هذه العاصفة ليست شيئا يهّب فجأة من بعيد. ليست شيئا لا يمت لك بصله، إنها أنــت. إنها شئ ما في داخلك. و كل ماعليك فعله هو أن تستسلم لها. أدخل إليها مباشرة. أغمض عينيك، و سّد أذنيك حتى لا تتسلل الرمال إليهما، وسر في العاصفة، خطوة بعد خطوة. ليس من شمس هناك، ولا قمر، ولا اتجاهات، ولا إحساس بالزمن. فقط دوامة من الرمال البيضاء الناعمة تصعد الى السماء كعظام مطحونة، هذه هي العاصفة التي عليك أن تتخيلها. وعليك أن تنجو وسط تلك العاصفة الباطشة الميتافيزيقية الرمزية، بغض النظر عن مدى ميتافيزيقيتها أو رمزيتها. الخطأ ممنوع. ستقطع العاصفة اللحم كآلاف الانصال. وستنزف الناس هناك، وستنزف أنت أيضاً، ستنزفون جميعاً دماً أحمراً حاراً. وستتلقف أنت هذا الدم بيديك، دمك، ودم الاخرين. ولحظة انتهاء العاصفة، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو، ولن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا. ستكون متيقناً من أمر واحد فقط: حين تخرج من العا

حياة هيرمان هسه نموذج للشباب الغريب العاجز عن تقبل القيم البالية

صورة
  رجل بدائي هجرته البراءة يعرف القارئ المتابع لأعمال الكاتب هيرمان هسه (يوليو 1877 – أغسطس 1962) أنه اتخذ لنفسه عند بدء حياته الأدبية اسما مستعارا هو إميل سنكلير وقّع به قصائده ومقالاته الأولى التي نشرها وقت الحرب العالمية، وهو نفسه الاسم الذي ظهرت به الطبعة الأولى من روايته “دميان”، ويعرف أيضا أن شخصيات رواياته كانت أقنعة له، فاسمه “هيرمان هسه” يحيل إلى”هـ. هـ” في ”رحلة إلى الشرق”، و”هاري هالر” في “ذئب البوادي”، و”هيرمان هالنر” في ” تحت العجلة”، “لعبة الكريات الزجاجية”، فكأنه كان يكتب نفسه، لكن الرغبة في الاختفاء عن القراء دفعته لاتخاذ اسم مستعار يتخفى خلفه، حتى عندما كتب سيرته الذاتية لم يكتبها مرة واحدة، بل توزعت فصولها الاثني عشرة على أكثر من أربعين سنة، وكتب الفصول الثلاثة الأخيرة منها بعد فوزه بجائزة نوبل في الآداب عام 1946، ولم يتناول فيها فصول حياته بحسب تعاقب مرور السنين، لكنه راعى الترتيب الزمني للوقائع حينما جمع الفصول المتناثرة في كتاب واحد هو “سيرة ذاتية”، الصادر عن دار سطور العراقية بترجمة الدكتورة محاسن عبدالقادر. مملكة الروح السرمدية يقول الناقد ثيودور سيولكوفسكي في مقد

مستوحي من رواية جوستن لعنة الفضيلة \ الماركيز دو ساد

صورة
  "لقد مات الإله ونَحنُ مَن قتلناه" قالها "نيتشة" وقد كان يقصد بأننا قد قتلنا كُل ما يوحي بأننا بشر وقد تخلّينا عَن الفضيلة والقينا بِها في غيابة الجُبّ وارتدينا ثوب الوحشية والرذيلة  يقولون عَن "نيتشة" بأن إلحاده كان أقرب للإيمان , إن الشّك إذا تغلّف بالحِكمة والتدبُّر فإنه يقودك إلىَ الإيمان , هل كان "نيتشة" مُلحداً أو مؤمناً؟  في مرحلة ما مِن مراحل العُمر نفقد الإيمان بِكُل شيء ونفقد الثقة في جميع مَن حولنا, وتِلك المرحلة غالباً ما تأتي بَعد الثلاثين وإن أتَت قبل ذلك فتِلك مآساة , هل جرّبتي ذلك الشُعور؟ هل مرَرتي بِتلك المرحلة؟ أتمنىَ يا عزيزتي ألا تُجرّبيه فهو شُعور مؤلم . "ماركيز دو ساد" كان مُختلاً وشهوانياً ومُنحرف جنسياً وقد قضىَ الكثير مِن حياته في مصَحّة نفسية ولكنه كاتب بارع ولا يُمكن إنكار ذلك, كان "الماركيز" يُعذّب أبطال قِصصه بوحشيّة مُفرطة وهذا ما ظهر في رائعته الشهيرة "جوستين" تِلك الفتاة التي إُغتُصبت عشرات المرّات  كان صوت صراخها يكاد يعانق عنان السماء  كانوا ينهشون لحمها كالذئاب  لقد تذكرت يا عزيزت

مغالطة الوجود \ سيلڤيا بلاث

صورة
  يا إلهي، لو كان ثمة وقت اقتربت فيه من الرغبة في الانتحار، فهو هذه اللحظة، والدم الأَرِقُ، الدائخ، يسري في عروقي، والهواء الرمادي طافح بالمطر، والرجال الصغار الملعونون عبر الشارع يطرقون على السقف بالمعاول والفؤوس والأزاميل، وذَفَرُ القطران؛ الذَفَرُ الجهنمي اللاذع.. إنني خائفة. لست قوية، إنني جوفاء.. أريد أن أقتل نفسي، أن أهرب من المسؤولية، أن أزحف عائدة بوضاعة إلى الرحم. لا أعرف من أنا، ولا إلى أين أذهب.. إنني أجلس هنا الآن، أكاد أبكي، خائفة، ناظرة إلى الإصبع الذي يكتب خيبتي الجوفاء على الجدار، ويلعنني. الواقع هو ما أصنعه. هذا ما قلت: إنني قد آمنت به. ثم أحدق في الجحيم التي أتمرّغ فيها، الأعصاب مشلولة، والأفعال باطلة – الخوف، والحسد، والكراهية: كل المشاعر المزعجة للاطمأنينة التي تنخر نفسيّتي المرهفة. الوقت، والتجربة: الموجة العملاقة، الموجة المَدِيّةُ الكاسحة تغمرني، فأغرق، أغرق. أنَّى لي أن أجد الديمومة، تلك الصلة المستمرة مع الماضي والمستقبل، ذلك التواصل مع الكائنات البشرية الأخرى التي أحنّ إليها؟ هل لي أن أقبل، بكل أمانة، إجابةً زائفة محتومة؟ أنَّى لي أن أسوِّغ، وكيف لي أن أبرِّر

حان وقت قص أجنحة كيوبيد

صورة
  في هذه اللوحة يجسد الرسام بيير مينيار  (1610-1695)  الإله كرونوس إله الزمن  بالميثولوچيا الإغريقية وهو يقص أجنحة "كيوبيد " إله الحب. اللوحة تظهر أسهم و قوس كيوبيد واقعين على الأرض، تماما خلف كرونوس الذي عزم على قص أجنحة اله الحب تدريجيا، ريشة ريشة والدليل ذلك الريش الواقع على الأرض مع نظرات سخط وغضب من اله الحب كيوبيد. إذا ما تعمقنا جيدا في مضمون اللوحة فسنجد أن المغزى من تجسيد هذه اللوحة هو إظهار الحب كالضباب الذي يتلاشى ويتبخر مع الوقت وأن لا حب يستطيع أن يقف عائقا أمام قوة الزمان والوقت. اللوحة تستطيعون إيجادها بعنوان Time clipping Cupid's wings والتي رسمها Pierre Mignard سنة 1694. يعتبر كرونوس حاكم الكون خلال العصر الذهبي (وهي الفترة الأقدم من تاريخ البشر حيث عاشوا بدون جهد أو أحزان). وقد عبده سكان اليونان الذين عاشوا فيها قبل الإغريق، بينما لم يعبده الإغريق على الإطلاق. وقد كانت مهامه مرتبطة بالزراعة، وكان مهرجانه "كورنيا" يقام في أتيكا (الاسم الإغريقي القديم لمكان وجود أثينا حالياً)، احفتالاً بالحصاد تماماً كعيده المسمى ساتورناليا (من ساتورن الاسم الإنكل