المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٧, ٢٠٢١

الحياة في التفاصيل \ إبراهيم جابر إبراهيم

صورة
 لا أحب هؤلاء السُذّج الذين يتخرجون بمعدلات عالية، وتخصصات علمية مهمة، لكنهم لا يسمعون الموسيقى، ولا يعرفون شاعراً واحداً، ولم يحضروا فيلم سينما، أو يحاولوا كتابة قصيدة، أو أن يخلطوا علبة ألوان ليرسموا لوحة.. أنا لا أفهم هؤلاء الناس الذين بلا طقوس شخصية بلا عادات بلا تفاصيل ، لا يهتمون بألوان الأزرار ، ولا خشب المقاعد ويرضون بأي سائل ساخن أحمر فلا يتوقفون عند نوع الشاي . الحياة في التفاصيل ، في الأحاسيس ، في الذائقة .. في معنى أن تهز رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة ، أو أن تنفعل برائحة الياسمين تهب من شارع عتيق على الدوار الأول .

قدرنا الحقيقي \ كارلوس زافون

صورة
معظمنا نحن البشر الفانين ، لا نتوصل إلى معرفة قدرنا الحقيقي ، لأنه بكل بساطة يدهسنا ، و عندما نرفع رأسنا و نراه مبتعدا على امتداد الطريق ، يفوت الأوان فنضطر الى متابعة ما تبقى من الرحلة على شفير ما يسميه الحالمون ( النضج ) و ما الأمل إلا الايمان بان تلك اللحظة الفارقة لم تحن بعد ، و إنه ما يزال في وسعنا ان نرى قدرنا الحقيقي و هو يقترب و أن نقفز على متنه لاغتنام الفرصة في ان نكون ما نريد قبل ان تتلاشى الى الابد فيحكم علينا بحياة فارغة ، نتحسر فيها على ما كان ينبغي ان يكون و لم يكن !!

كيف نعيش الأزمات؟ إدغار موران

صورة
   لقد فوجئت بالوباء، لكنّي أعتدت في حياتي انتظار قدوم المفاجئ. لم أحْيَ إلا من أجل اللامنتظر ومألوف الأزمات. وفي هذا المعنى ، فأنا أعيش أزمة جديدة ضخمة، لكنْ لها كلّ خصائص الأزمة. أي ، أزمة تحفّز من جهة،  الخيال الخلاّق  وتثير مخاوف وانتكاسات ذهنية. جميعنا يبحث عن الخلاص المفاجىء، ولكنّنا لا نعرف كيف يكون. يجب أنّ نعلم أنّ اللامنتظر يحدث في التاريخ ويتكرّر حدوثه. نعتقد أنّنا نعيش يقينيات، وإحصائيات و توقّعات ، وبفكرة أن كل شيء مستقرّ، بينما يبدأ كلّ شيء بعدُ في التأزّم. ونحن لم نتفطّن إلى ذلك. علينا أن نتعلّم العيش مع اللايقين، أي أن تكون لنا شجاعة المواجهة، والاستعداد لمقاومة القوى السلبية.    تجعلنا الأزمة أكثر جنونا وأكثر حكمة. شيء وآخر. يفقد كثير من الناس صوابهم  بينما يصحو آخرون . تحفّز الأزمة القوى الأكثر تناقضا. وإنّي لأرجو أن تكون القوى الخلاّقة  والقوى الجليّة وتلك التي تبحث عن سبيل جديدة، تلك التي تفرض نفسها ، حتّى لو ما زالت جدّ مشتّتة وضعيفة.  يمكن لنا أن نغتاظ بحقّ، ولكن لا يجب أن نظل على غيظنا.  هناك شيء نغفل عنه:  لقد بدأت منذ عشرين سنة سيرورة انحطاط في العالم. ولم تكن