المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٤

الكلّ يخافُ من الحميميّة، ومن الألفة والمودّة \ أوشو

صورة
  الكلّ يخافُ من الحميميّة، ومن الألفة والمودّة  الحميميّة تعني أن تكشفَ نفسك أمام غريبٍ، وكلّنا غرباء . لا أحد يعرفُ الآخر، فنحن غرباءُ عن أنفسنا، لأنّنا لم نعرف أنفسنا بعد ! عليك أن تزيل كلّ الحواجز حتّى تحضر المحبّة والحميميّة، ولكنّ الخوف ينتابك حينما تفكّر بذلك، فماالذي يمكن للغريب أن يفعله بك ؟  إنّنا نخبّئ الكثير من الأمور في داخلنا، نخبّئها حتّى عن انفسنا، لأنّنا نشأنا على أمور فرضتها علينا الإنسانيّة المريضة، مع الكثير من المكبوتات والمحرّمات ؟ الحميميّة ببساطة تعني أنّ أبواب القلب مفتوحة لك، دروب القلب ترحّب بك لتأتي وتدخل وتستضيف، وهذا لن يحصل إلا إذا كان لديك قلبٌ ليس فيه كبت أو خوف ؟! قلبٌ طبيعيٌّ كما هي الشجرة طبيعيّة، كما هم الأطفال الأبرياء ! إنّ الخوف الذي تشعر به مع الغريب، هو نفس الخوف الذي تشعر به أثناء تواجدك مع شخصٍ تعيشُ معه ثلاثينَ او أربعينَ عاماً من الغربة ؟!  ستجد أنّ هناك مسافات تفصل بينكما، تعتبرها مسافات أمان ، وفيها تضع حواجزك ودفاعاتك، خوفاً من أن يكشف نقاطَ هشاشتك الدّاخليّة ؟ المشكلة أصبحت تتعقّد أكثر وأكثر، لأن الكلّ يريد الألفة والمودّة، فلولا الحميم

الفردانية

صورة
  هل مفهوم "الفردانية" يستلزم بالضرورة—كما يقول عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان —ألا تلوم غير نفسك على تعاستك، وأن تعترف أن سبب هزائمك الشخصية دائماً ما يكمن في كسلك  وبلادتك، وأن العلاج الوحيد هو أن تحاول وأن تستمر في المحاولة، أم أن هذا  الافتراض مجرد سوء فهم كبير كما تقول الروائية النمساوية فريدريكه جيزفاينر  في مقدمة روايتها «حرية حزينة»: «كون الفرد مسؤولاً عن سعادته أو تعاسته هو مبدأ لا يصح إلا عندما يكون الفرد مستقلاً تماماً في هذه الحياة؛ أي عندما يكون قادراً على تدبر أموره دون الحاجة إلى أي شخص آخر. عندما يكون كل منا في مساره الخاص ومنعزلاً تماماً عن الآخر، ولكننا حتى الآن لم نصل إلى ذلك، بل على العكس؛ فنحن البشر لا نستطيع العيش إلا في مجتمع، نحن كائنات اجتماعية لا تعمل إلا في سياق العائلة وسياق الأصدقاء؛ أي سياق المجتمع» وتضيف: «من الخطأ الاعتقاد أن هذه الحرية التي تتمتع بها أوروبا أو الغرب الحر الديمقراطي شديد الرأسمالية في يومنا هذا أمر مسلّم به أو شيء يتمتع به كل فرد في المجتمع، وأن الحريات الفردية المختلفة ليس لها علاقة ببعضها بعضاً، وأنها توجد جنباً إلى جن

رسالة أنطون تشيخوف لأخيه نيكولاي

صورة
  بعض من الشروط التي يجب أن تستوفي في المثقف، مأخوذة من رسالة أنطون تشيخوف لأخيه نيكولاي : 1- احترام الجانب الإنساني في الشخصية ، ولهذا السبب هم دائماً ودودون ، دمثون ، مهذَّبون ، ومستعدّون للعطاء. إنهم لا يتشاجرون بسبب مطرقة أو قطعة مفقودة من المطاط الهندي، وإذا عاشوا مع أحد، لا يعدّون ذلك منحة منهم، ويرحلون دون أن يقولوا « ليس بوسع أحد أن يعيش معك» ، إنهم يصفحون عن الضوضاء والبرودة واللحم المقدَّد والنكات ووجود غرباء في منزلهم. 2- يتعاطفون ، ليس فقط مع المتسوِّلين والقطط . وتنفطر قلوبهم لما يرونه أو لا يرونه . إنهم يسهرون الليل لمساعدة شخص ما ، ولدفع نفقات الأخوة في الجامعة، ولشراء الملابس لأمهاتهم. 3- إنهم يحترمون ممتلكات الآخرين ، ولهذا يسددون ما عليهم من ديون. 4- إنهم مخلصون ، ويخشون الكذب كما تُخشى النار . إنهم لا يكذبون ، حتى ولو في الأشياء الصغيرة . فالكذب إهانة للمستمع ويضعه في منزلة أدنى بالنسبة للمتحدّث . لا يتظاهرون، بل لا يتغيَّر سلوكهم في الشارع عنه في المنزل، ولا يتعمّدون الاستعراض أمام رفاقهم الأقل منهم منزلة . لا يثرثرون ، ولا يثقلون على الآخرين بثقتهم بأنفسهم . واحترا