المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ١٤, ٢٠٢١

الكهف \ جوزيه ساراماغو

صورة
يحيلنا ساراماجو منذ افتتاحية الرواية إلى أسطورة كهف أفلاطون فى كتابه "الجمهورية": يا لغرابة المشهد الذى تصفه، ويالهم من سجناء مستغربين أنهم مثلنا. فأمثولة "أفلاطون" حول طبيعة الإنسان تصور أن هناك كهفا تحت الأرض له مدخل طويل يمر منه النور وفى الكهف أناس سجنوا فيه منذ طفولتهم. أرجلهم وأعناقهم مقيدة تضطرهم إلى البقاء ثابتين لا ينظرون إلا أمامهم ووراءهم وفى موضع أعلى من موضعهم ضوء نار مشتعلة بعيدا عنهم وبين النار والمقيدين توجد دكة مرتفعة وعلى امتداد الدكة أقيم جدار منخفض مثل الحاجز الذى يفصل بين جمهور المشاهدين والمقيدين والمشعوذين الذين يعرضون ألعابهم. أمثولة ساراماجو تتمثل فى أن الإنسان المعاصر يعيش الوضع نفسه الذى يعيش فى شخوص أفلاطون المقيدين، فهو يقضى وقته محبوسا فى غرف ضيقة، يتأمل صورا على شاشات التليفزيون والكمبيوتر، بعيدا عن الاتصال المباشر بالطبيعة أو بأمثاله من البشر، ولهذا تختار أسرة "أليجور" التى تدور حولها أحداث الرواية التخلى عن كل شىء والخروج فى رحلة بلا وجهة معروفة ودون معرفة كيف وأين ستنتهى.

ﻧـﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻳﻮﻗـﻆ ﺍﻟﻮﺣــﻮﺵ \ ﻓﺮﺍﻧﺸﻴﺴـﻜﻮ ﺩﻱ ﻏــﻮﻳﺎ

صورة
  ﻧـﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻳﻮﻗـﻆ ﺍﻟﻮﺣــﻮﺵ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﺮﺍﻧﺸﻴﺴـﻜﻮ ﺩﻱ ﻏــﻮﻳﺎ 1799 ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﺮﺍﻧﺸﻴﺴﻜﻮ ﺩﻱ ﻏﻮﻳﺎ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﻭّﺍﺩ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ . ﺗﻤﻴّﺰ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺪّ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮّﻉ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﺭﺓ . ﻭﻗﺪ ﺟﺮّﺏ ﻏﻮﻳﺎ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻪ ﻟﻠﺮّﺳﻢ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﺖ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻬﻤّﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ . ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﺭﺍﻏﻮﺳﺎ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺧﻮﺳﻴﻪ ﻟﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠّﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ . ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻟﻴﺘﻌﻠّﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺮﻭﻛﻮﻛﻮ ﺍﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ، وعُرف ﻋﻨﻪ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻔﻨﺘﺎﺯﻳﺔ . وقد ﺣﻈﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺑﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ . ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺭﺟﻞ ﻧﺎﺋﻢ ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤّﻰ ﻗﻠﻤﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎ . ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻡ ﻭﺍﻟﺨﻔﺎﻓﻴﺶ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻔﻖ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻭﺗﺼﻴﺢ . ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﻭﺣﺸﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺭﺍﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗﺪ ﺻﻮ...

المختصَر \ إبكتيتوس

صورة
 لا تقُل أبدًا إني فيلسوف، ولا تُكثر الحديث بين الجُهَّال عن نظرياتك، بل بيِّنها بالأفعال. فإذا كنت في وليمة فلا تقُل كيف ينبغي الأكل، بل كُل كما ينبغي. بهذه الطريقة كان سقراط أيضًا يتجنَّب الادِّعاء على الإطلاق. وعندما كان أشخاصٌ يأتون إليه لكي يقدِّمهم إلى فلاسفةٍ كان يأخذهم إلى الفلاسفة ويوصي بهم ولا يكترث قطُّ بأنهم يُغفِلونه. وعلى ذلك، فإذا ما دار أيُّ حديثٍ بين الجُهَّال حول أيِّ نظرياتٍ فلسفيةٍ، فالزَمِ الصمتَ دائمًا، فثمَّة خطرٌ كبيرٌ بأن تقيء في الحال ما لم تهضمه، وعندما يأتي اليوم الذي يُقال لك فيه إنك لا تعرف شيئًا، فلا يثير ذلك غضبك ولا سخطك، فثق عندئذٍ إنك قد وضعت قدَمك على بداية طريق الحكمة. ذلك أنَّه حتى الخِرافُ لا تقيء عُشبَها لكي تُري الرعاة كم أكلت، بل عندما تهضم الكلأ داخلها فإنها تُخرجه صوفًا ولبنًا، أنت أيضًا لا تُظهر النظريات للجُهَّال، بل الأفعال الناتجة عن النظريات بعد أن يتم هضمها.