المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ٢٢, ٢٠٢٣

فلسفة الحوار و الرؤية الوجودية لأفراد قبيلة الـــBlackfoot الأمريكية

صورة
  فلسفة الحوار و الرؤية الوجودية لأفراد قبيلة الـــBlackfoot الأمريكية الأصلية مدهشة و تستحق التأمل: يجتمعون في دائرة من ٣٠ إلى ٤٠ شخص، و يتحاورون فيما بينهم بدون اي سلطة تدير الحوار، فقط يعطون مساحة أكبر للكهول و كبار السن بصفتهم الاحكم والأكثر تجربة—ثم يستمر الحوار فترة بدون جدول أعمال أو هدف معين، و بدون قرارات في آخر الجلسة... ثم فجأة تنفض دائرة الحوار و ينصرفوا و قد فهموا بعضهم تماماً! و هذه الطريقة من الإجتماعات هي أسلوب حياتهم—وكأن هذا الأسلوب الحر و غير المشروط من الحوار قد أثار "العقل الجمعي" للمجموعة المتحاوره ففهموا المقصد و الرؤية الجمعية دون كتابة جدول أعمال أو قرارات. البنية اللغوية لقبيلة الـــBlackfoot تعكس رؤيتها الوجودية التي ترى العالم كوحدة عضوية مترابطة و شمولية متدفقة في حركة و تغير مستمرين، بحيث ترتكز فقط على الأفعال للتعبير عن العلاقات بين الأشياء المنسجمة مع حركة الوجود الكلانية الشاملة، بدلا عن الأسماء لتعريف الأشياء الساكنة بمعزل عن غيرها. تبجّل قبيلة الـــBlackfoot  مَن لديهم خصائص الإناث والذكور معًا، باعتبارهم ذوي هبة مميزة من الطبيعة، ويقدرون عل

الوعي و الإفراط في الإدراك

صورة
  هناك دراسات نشرها الطبيب النفسي الاسكتلندي ر. د. لينج R D Laing عام ١٩٦٧ في كتابه (Politics of Experience) ترى أن الجنون قد يكون بوابة إلى مستويات عليا من الوعي و الإفراط في الإدراك،  أو ما أسماه hypersanity، وهي أحد أصعب الأحاسيس التي تداهم الإنسان عندما يدرك بعمق كل ما يحيط به في العالم الداخلي والخارجي فيما لا يشعر به سواه، مما يفاقم شعوره بالغربة و عدم الإنتماء و البؤس. كافكا : «إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإسراف في المخدرات، فمن دون شك هو الإفراط في الوعي وإدراك الأشياء ..تبدأ حياتك بمحاولة فهم كُل شيء وتُنهيها محاولاً النجاة مما فهِمت» دوستويفسكي: «أقسم لكم أيها السادة أنّ شدة الإدراك مرض، مرض حقيقي خطير! وإنّ إدراكاً عادياً كافٍ من أجل سعادة  الإنسان» سيوران: «الوعي لعنة مُزمنة وكارثة مهولة، إنه الإقصاء الحقيقي، فالجهل وطن والوعي منفى» يقال أن الألم العظيم يجعل الذهن متقداً و يفتح بوابة الوعي، وقد يقود أحيانًا إلى الانتحار أو الجنون. ربما لأن بحثنا المستمر عن المعنى و الراحة من المعاناة يحفزنا على التخلي عن نماذجنا العقلية و قناعاتنا الراسخة التي نعتقد أنها جذر الألم ، و