المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٣, ٢٠٢٣

حوافز السلوك \ دانيال لاجاش

صورة
  لا يقصد بالسلوك هنا المظاهر الخارجية و المادية البحتة ، بل هو جملة الأفعال الفيزيولوجية و النفسية و الذهنية و الكلامية و الحركية التي يقوم بها شخص في صراعه مع بيئته لمحاولة حل التوترات التي تحفزه ، و لتحقيق امكانيته . و الخاصية الأساسية للسلوك هي أن له معنى ، أي ميزة تنحصر في أن الأفعال التي يتضمنها السلوك تترابط و تخفض التوترات التي تحفزها ، و يشتمل على الخبرة الشعورية ، و هي ضرب رمزي من السلوك يحل محل الفعل المادي أو يمهد له ، كما يشتمل السلوك على التواصل ، أعني ذلك المظهر الأساسي لتفاهم الشخص مع بيئته (.....) أما الحافز ، فهو حالة من التفكك و التوتر تحرك العضوية ( الجسم ككل ) التي لا تهدأ حتى تُخفض ( اي تحط او تقلل )  التوتر و تستعيد وحدتها ( مبدأ الثبات) ، و قد سبق أن رأينا أن المصدر الأخير للحفز في رأي التحليل النفسي هي الدوافع التي تكيفها الخبرة الفردية و التنشئة الاجتماعية ، و يتجلى الحفز في صورتين رئيسيتين : الحاجات و الانفعالات ، و تتفاوت الحاجات تفاوتا كبيرا من حيث القوة و الطبيعة . فهناك حاجات فيزيولوجية ، و حاجة الى الأمن ، و حاجة الى الحب ، و حاجة الى التقدير ، و حاجة ال

الأنا الأعلى... The Superego \ لاكان

صورة
  الأنا الأعلى هو مفهوم معروف في التحليل النفسي الفرويدي، يشير إلى جزء من النفس يعمل كبوصلة أخلاقية أو كصوت مجسد للسلطة. توجه تلك البوصلة الأخلاقية سلوك الفرد وقراراته، كما تعمل هذه الهيئة على تنظيم الدوافع اللاواعية والتوسط في الصراعات الأخلاقية والقيمية بين الهوية ومطالب العالم الخارجي. يرتبط عمل الأنا الأعلى عند فرويد بالموقف الأوديبي، الذي يعيشه الطفل في المرحلة الأوديبية من التطور النفسي ـ الجنسي. ففي تلك المرحلة تكتمل صياغة مفاهيم الخير والشر تصورياً  (أي كيف يتصور الطفل الخير والشر في المجال التصوري وليس كقانون أو  قواعد رمزية). وهكذا فالأنا الأعلى هو استبطان للقانون الاجتماعي الأسروي المتجسد في الصراع الأوديبي. يميز لاكان بين مفهومين مختلفين تماماً، لا يبدو أن فرويد قد انتبه إلى الاختلاف بينهما، هذان المفهومان هما: الأنا المثالي (ideal Ego) ومثال ألأنا (Ego-ideal).  الأنا المثالي: يشير إلى الصورة المثالية للذات عن نفسها، بمعنى أنها الصورة التي ترغب الذات أن تكونها أو الصورة التي ترغب الذات أن يراها الآخرين وفقها. الأنا المثالي هو بناء تصوري، يمثل آمال وطموحات المرء، ورغباته تجا

اهرب إلى عزلتك يا صديقي \ فرديريك نيتشه

صورة
  اهرب، إلى عزلتك يا صديقي، لقد طالت إقامتك قرب الصعاليك والأدنياء، لا تقف حيث يصيبك انتقامهم الدسَّاس وقد أصبح كل همهم أن ينتقموا منك. لا، لا ترفع يدك عليهم فإن عددهم لا يحصى، وما قُدِّر عليك أن تكون صيادًا للحشرات. إنهم لصغار أدنياء ولكنهم كثرة، ولَكَمْ أسقطت قطرات المطر وطفيليات الأعشاب من صروحٍ شامخات. لقد أرهقتك الحشرات السامة فخدشت جلدك وأسالت منه الدماء، وأنت تتحصن بِكبْرك لتكظم غيظك، وهي تودُّ لو أنها تمتص كل دمك معتبرة أنَّ من حقها أن تفعل؛ لأن دمها الضعيف يطلب دمًا ليتقوَّى، فهي لا ترى جُناحًا عليها؛ إذ تُنشب حُمتها في جلدك.  إن أبناء جلدتك لن يبرحوا كالحشرات المسمومة؛ لأن العظمة فيك ستزيد أبدًا في كرههم لك. إلى عزلتك، يا صديقي، إلى الأعالي حيث تهب رصينات الرياح، فإنك لم تخلق لتكون صيادًا للحشرات.

عن بلوغ الثمانين \ هنري ميلر

صورة
  لم أستفد أي قيمة من التحاقي بالمدرسة. لا أظن أنني قادر على تجاوز أي اختبار مدرسي في أي موضوع حتى اليوم. -تعلمت من الحمقى والنكرات أكثر مما تعلمته من أساتذة الجامعات. الحياة هي المعلم، وليست منظمات التعليم. برغم أن هذا يبدو مضحكًا، ولكنني أميل للاتفاق مع رأي ذلك النازي التعيس الذي قال: "عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي". لم تجذب انتباهي أبدًا الألعاب الرياضية المنظمة. لا أهتم لها على الإطلاق. أحب الرياضات الفردية على العمل الجماعي. السباحة، قيادة الدراجة، المشي في الغابة، لعب مباراة تنس طاولة، أي واحدة من هذه بإمكانها أن تشبع كل حاجتي إلى التمرين. لا أؤمن برفع الأثقال، أو ببناء الأجسام. لا أؤمن ببناء العضلات إلا إن كان الدافع لها هو الغرض الحيوي. أعتقد أن فن الدفاع عن النفس ينبغي أن يعلم للأطفال في سن مبكرة ويستخدم لهذا الغرض فقط. (وإن كانت الحرب ستصبح لغة يومية للأجيال القليلة القادمة، إذن علينا أن نتوقف عن إرسال أبنائنا لمدارس الأحد ونبدأ بتعليمهم كيف بإمكانهم أن يصبحوا قتلة محترفين!!). -لا أؤمن بالطعام الصحي أو الحمية حتى. أظنني كنت آكل طوال حياتي الأشياء الخاطئة، لقد كب