المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢١

الفرق بين البحث عن السعادة وبين الحصول عليها \ إميل أوكست شارتييه

صورة
  عادة ما نقول إن كل الناس يجرون وراء السعادة. سأقول بالأحرى أنهم يرغبون فيها، وهذا فقط على مستوى الكلام، ومن خلال آراء الغير. لأن السعادة ليست شيئا نجري وراءه، بل شيئا نمتلكه. وخارج هذا الامتلاك، ستكون السعادة مجرد كلمة. لكن عادة ما يعطي الناس قيمة كبيرة للأشياء، مقابل إعطاء قيمة أقل للذات، فهذا يريد الاستمتاع بالثروة، وذاك بالموسيقى، والآخر بالعلوم. لكن التاجر هو الذي يحب الثروة، والموسيقي يحب الموسيقى، والباحث يحب العلوم. بحيث إنه ليس هناك قط أشياء تروقنا إذا لم نحصل عليها، وليس هناك تقريبًا قط أشياء تروقنا إذا لم نقم بها، حتى وإن كان الأمر يتعلق بتسديد أو تلقي الضربات. هكذا فكل الآلام يمكن أن تكون جزءًا من السعادة، إذا كنا نبحث عنها في أفق تحقيق فعل مضبوط وصعب، مثل ترويض حصان. إن حديقة ما لن تروقنا، إذا لم نصنعها بأنفسنا. ولن تروقنا امرأة ما لم نغزوها. بل حتى السلطة يملكها ذاك الذي يحصل عليها دون بذل مجهود. فالجمنازي يجد متعة في القفز، كما يجد العداء متعة في العدو؛ أما المتفرج فليس له سوى متعة الفرجة. هكذا فالأطفال لا ينقصهم الطريق الأصوب، عندما يقولون إنهم يريدون أن يكونوا عدائين

أنت وحياتك ولا شيء آخر \ أنتونيا كيس

صورة
  يُعلّمنا الفلاسفة الوجوديّون أنّنا وحدنا مسؤولون عن خلق حياةٍ ذات مغزى في عالمٍ عبثيٍّ ومُجحِف. واقفًا عند حافّة، يُخيّم عليك إحساس تيهٍ وارتباك. فأنت لا تخشى السّقوط وحسب، بل تخشى أيضًا الاستسلام للحافز الذي يحرّضك على رمي نفسك. لا شيء يردعك. يتصاعد الذّعر، والقلق، والأسى. يصف الفيلسوف الدنماركيّ سورين كيركغورد هذه الحالة بوصفها حالة «القلق الوجوديّ» (existential angst) لأنّك هنا، عند طرف الحافّة، تُمارس حريّتك في تجربةٍ مباشرة. بوسعك فعل ما يحلو لك – أن تتقدّم إلى الهاوية المتثائبة أو أن تبقى حيث أنت. هذا رهنٌ بك. إنّ إدراك امتلاكك حريّةً مطلقةً في تقرير مشار حياتك – أن تقفز أو ألّا تقفز – مُدوِّخٌ مثل شعور الدّوار، بحسب تفسير كيركغورد الذي يشير إلى أنّنا نواجه القلق ذاته في خيارات حياتنا كلّها. فكلُّ فعلٍ نقوم به خيارٌ قرّرناه نحن، لا غيرنا. محاجّة كيركغورد بأنّ الحياة سلسلة خيارات – وأنّ هذه الخيارات تمنح (أو لا تمنح) معنى لحياتك – هي حجر زاوية الوجوديّة. بدلًا من إلقاء المسؤوليّة على المجتمع أو الدِّين، يكون كلُّ فردٍ مسؤولًا أوحد عن منح حياته معنى وعن عيشها بأصالة. موضوع الأصال

ديوجين \ جون وليام ووترهاوس

صورة
  Diogenes John William Waterhouse يصور الفنان في هذه اللوحة الفيلسوف ديوجانس الكلبي وهو فيلسوف يوناني، يُعتبر أبرز ممثلي المدرسة الكلبيّة الاوائل. وهو حكيم متقشف لا يقتني شيئا ولا بيت له ويعيش في برميل خشبي صغير، وقد عاصر الاسكندر المقدوني، والذي روي أنه قال «لو لم أكن الاسكندر لوددت أن أكون ديوجانس». ويقال انه في طريقه نحو الشرق ، مر الإسكندر الأكبر بأثينا ،فأثار إنتباهه ديوجين الجالس داخل برميله الفقير ، فإقترب منه وسأله : هل آستطيع مساعدتك أيها الرجل الفقير؟ أطلب ماتريد؟ عرف ديوجين ان ذلك هو الإسكندر حاكم اكبر إمبراطورية على الأرض لكنه أجاب: "أريد منك شيئا واحد ..إبتعد فأنت تحجب عني أشعة الشمس!" إبتسم ألكسندر ثم قال : هذا البرميل مليء بالحكمة!

إعطِ معنى لحياتي

صورة
(إعطِ معنى لحياتي) الجملة إتذكرت عن طريق شخصية من شخصيات بيرجمان واللي من خلالها عبر عن تيمة رئيسية في أفلامه (الشك)، و اللي بدوره كان دايرة جمعت حواليها قضايا ضبابية زي الإيمان و الحب و الضعف و علاقة الإنسان مع نفسه و ما ابعد من كدا، و مكانش في انسب من    اب و مكان مقدس لتنفيذ فكره اللاذع لأن المقدمات ملهاش وجود عند السويدي و دا لأنه صدامي لأبعد حد لا يسعي للإصلاح لكن لخلق جديد، واقع بيرجمان و اللي ترجمه لفن تأثيره كان كبير ابن لعائلة ملتزمة و تطورت الأمور لتصبح بالنسباله عقدة غربلها قدامه و بشخصياته، خياته اللي حاربها بالتزمت بخياله في الطفولة إستعادها علشان تكون أداة لتنفيض الكبت اللي جواه، هنا القس كان بيلجأ له المذنبين او الأشخاص اللي بيعانوا في الحياة و بيطرحوا سؤال ممكن يكون فكرة غير قابلة للنقاش بالنسبة للبعض و هو... هل الله موجود؟ و إذا كان فعلاً فين العدل و إيه المنطق من عذابنا؟ بيرجمان في طرحه للأسئلة دي بالذات بيعكس شقين مهمين و هما...هل الشخصيات دي سوية بالقدر الكافي علشان تسأل و تستوعب مرمي تساؤلات زي كدا؟ هل من الممكن يكونوا علي صواب فعلاً و هل سياق الطرح نفسه و توقيته ه

البَّهِيمَة الهَمجيَّة \ ميشيل كلوسكار

صورة
  إنَّ السَّينما هي إنتاجُ النَّموذج الثَّقافي الَّذي يَضع علاقة مُتبادلة بينَ الوهمِ والسلع . إنَّها تمسك طرفي: الحلم والواقع، الجماليات والسُّوق، النَّافِع والمُمتع. كما إنَّها تجعل مِن الممكن حظرُ الآخر، فِي مَكانٍ آخَر، إنَّها لوهميَّة حَقيقيَّة . إنَّها تجعلك تنسى حُلمَ الماضي، وتمنع في نفس الوقت أي رغبةٍ في المُستقبل. وعلى هٰذا النحو تمضي أيديولوجيَّا الاِحتكار: إنَّها تخلقُ وقتًا، تجربةً معيشيَّة، بلا ذاكِرةٍ وبدونِ مُستقبل. 

رسالةٌ في التحلُّل \ إميل سيوران

صورة
  حقائقنا ليست أكثر قيمةً من حقائق أسلافنا. أحللنا المفاهيم محل أساطيرهم ورموزهم فإذا نحن نعتقد أننا «متقدمون». إلّا أنّ تلك الأساطير والرموز لا تعبر إطلاقا عمّا هو أقل من مفاهيمنا. شجرة الحياة، الثعبان، حواء والفردوس، تعني بقدر ما تعني: الحياة، المعرفة، الغواية، اللاوعي. التصورات الملموسة للشر والخير في الميثولوجيا تضاهي من حيث العمق تصورات الشر والخير في الإيطيقا. لا يتغير العلم أبدًا من حيث العمق: وحدهُ الديكور يتغيّر. يتواصل الحب من دون فينوس والحرب من دون مريخ، وإذا كانت الآلهة قد كفّت عن التدخل في الأحداث، فإن الأحداث لم تصبح أكثر وضوحا ولا أقل تحييرا: كل ما حدث أن جهازًا كاملاً من الصّيغ حل محل مضخّة الأساطير القديمة، دون أن يتسبب ذلك في أي تحوير لثوابت الحياة البشرية، التي عجز العلم عن إدراكها بعمق أكثر مما فعلت الروايات الشعريّة. . ليس للعُجب الحديث حدّ: نعتقد أننا أكثر تنويرًا وعمقًا من القرون الماضية كافة، ناسين أن تعليم بوذا وضع المخلوقات أمام مسألة العدم، تلك المسألة التي يخيل إلينا أننا اكتشفناها لأننا غيرنا حدودها وأدخلنا عليها شيئا من سعة العلم. لكن هل من مفكر غربي يتحم