المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٦, ٢٠٢٠

الحياة /  سينيكا

صورة
حياةٍ كهذه، كما تعلم، لا ينبغي دومًا التمسك بها. ذلك أن مجرد العيش لا يُعدّ خيرًا، بل العيش بسعادة. لذلك، سيعيش الإنسان الحكيم بقدر ما ينبغي عليه أن يعيش، وليس بقدر ما يستطيع. ذلك الحكيم ينظر مطولًا إلى المكان الذي سيعيش فيه، والشخوص الذين سيعيش معهم، والطريقة التي سيمارس بها وجوده، ومن ثمّ يُقرر ما الذي ينبغي عليه فعله. ذلك أن ما يُهمه هو جودة السنين التي يعيشها، وليس عددها. فعندما يرى أن الكثير من النكبات تُلحقه بالأذى وُتعكّر صفوه، يُطلق سراح روحه. وتظل هبة هذا الاختيار مُتاحةٌ دومًا، ليس فقط حينما تغشو حياته الفوضى، بل في أي وقتٍ تمارس فيه فورتونا حيلها عليه؛ فينظر حوله في تأن، ليعلم إذا ما كان ينبغي عليه الرحيل أم البقاء. الحكيم لا يجد فرقًا بين الرحيل بشكلٍ طبيعي، أو الرحيل بإرادته، لا يُبالِ ما إذا كان الموت سيأتيه في صباه أو في شيبه. هو لا يواجه الموت مرتعدًا، وكأنه خسارةٌ فادحة، ذلك أنه ليس بوسع الإنسان أن يخسر الكثير إن لم يبق في كأسه سوى بضع قطرات. لا يكون السؤال عمّا إذا كان ينبغي أن تموت الآن أم في وقتٍ لاحق، بل عمّا إذا كنت ستموت بسعادةٍ أم بشقاء. والموت بسعادة، هو

ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮ

صورة
 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺤﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﻛﻴﻒ ﻣﻀﻰ ، ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﺘﺪﻭﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺎﺅﻟﺘﻢ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﺎﺑﻜﻢ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻮﺭﺩﻫﺎ : ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﺃﺷﺎﺭ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ " ﻭﻟﻴﻢ ﺟﻴﻤﺲ " ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻧﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1890 ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻷﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﺴﺎﻫﻼً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻷﻥ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻓﺘﻨﺘﻬﻲ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ، ﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺎﻥ ﺩﺍﻳﻔﻴﺪ ﻭﺍﻻﺵ ﻭﺟﻴﻤﺲ ﺟﺮﻳﻦ ﻋﻀﻮﺍ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﻴﻦ 18 ﺇﻟﻰ 20 ﻋﺎﻣﺎً ، ﻭﺃﺷﺨﺎﺹ ﺗﺘﺮﻭﺍﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﻴﻦ 30 ﺇﻟﻰ 71 ﻋﺎﻣﺎً ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺑ

رحلة إلى الجحيم / غوستاف فلوبير

صورة
 كنتُ أعلى الأطلسِ الكبير، ومِنْ هناك كنتُ أتأملُ العالَم، بذهبه وطينه، بفضائله وغروره. عندها ظهرَ لي الشّيطان، وقالَ: "تعالَ معي، شاهدْ وأمعن النظر؛ وستتمكنُ منْ رؤيةِ مملكتي، عالمي أنا." أخذني الشّيطان معه، وعرضَ لي العالَم. وفي أثناءِ تحليقنا عبرَ الفضاء، وصلنا إلى أوروبا. وهناك، أراني علماءَ وأدباءَ ونساءً ومتحذلقينَ ومتبجحين، ملوكًا وحكماء؛ كانَ هؤلاء أكثر الناسِ خَبَلاً. شاهدتُ أخًا يقتلُ أخاه، أمًا تخونُ ابنتها، كتابًا يهينونَ الشّعبَ مستغلينَ حظوةَ قلمهم لديه، رهبانًا يخونونَ أتباعهم، متثاقفينَ يقتلونَ هِمَّةَ الشّباب، وحربًا تحصدُ أرواحَ النّاس. وهنا، ثمة رجلٌ مخادعٌ يتقدمُ زاحفًا في الوحلِ باتجاه الكبار، ليعضَّ أكعابهم؛ ثمَّ يسقطون، وينتشي هو منْ سقوطِهم في الطّين. وهنا، ملكٌ يجلسُ في سريرِ العُهرِ الذي يتوارثونه أبًا عنْ جَد، حيثُ يتعلمُ دروسًا في الزِّنا، ويتذوقُ ما جادتْ عليه به المومسُ المختارة، تلك التي تحكمُ فرنسا. والشّعبُ يهتفُ ويصفق؛ إذ إنّه كانَ معصوبَ العينين. ورأيتُ عملاقين: الأولُ عجوز، ظهرهُ مُقوَّس، وجهه مجعدٌ وضعيفُ البنيّة. يتكئ على عصًى تسمى

لو كان لي أن أرى ثلاثة أيام / هيلين كيلر

صورة
اعتدت من وقت إلى أخر أن أختبر أصدقائي المبصرين لأكتشف ماذا يشاهدون … كنت مؤخراً في زيارة لإحدى صديقاتي التي كانت عائدة لتوها من أحد الحقول ،وعندما سألتها ماذا شاهدت ؟ أجابتني لا شيء على وجه التحديد. كدتُ لا أصدقها لو أنني لم أعتد سماع هذا الجواب من غيرها. فقد توصلت منذ وقت طويل إلى القناعة بأن المبصرين لا يرون إلا القليل…. دائماً ما أتساءل كيف يمكن أن نمشي لمدة ساعة بين الحقول ثم لا نشاهد شيئاً جديراً بالملاحظة ؟! … أنا الإنسانة العمياء أجد مئات الأشياء التي تشد انتباهي من خلال حاسة اللمس فقط. وأحياناً يقفز قلبي شوقاً لمشاهدة هذه الأشياء. إذا كنت احصل على متعة من مجرد اللمس فأي جمال سيكتشف لي من حاسة البصر. ولكن الأشخاص المبصرين مع الأسف لا يرون إلا القليل. ربما هي صفة بشرية ألا نشعر بأهمية ما نملك ونتوق لما لا نملك! من الخسارة أن تستخدم نعمة البصر في عالم النور كمجرد وسيلة لتسهيل المعيشة وليس أداة لإضافة بهجة للحياة .