المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر ١٥, ٢٠١٩

اعترافاتِ جان جاك روسّو

صورة
إنَّني مُقدِمٌ على مشروعٍ لم يسبقهُ مثيلٌ ، ولن يكونَ لهُ نظيرٌ ، إذ أنَّني أبغي أن أعرِضَ على أقراني إنساناً في أصدقِ صور طبيعته ، وهذا الإنسان هو أنا ، أنا وحدي ! فإنِّي أعرِفُ مشاعِرَ قلبي ، كذلكَ أعرِفُ البشرَ ، ولستُ أراني على شاكِلَةِ غيري ممَّن رأيتُ ، بل إنّني لَأجرُؤُ على أن أعتقِدُ بأنني لم أُخلَقُ على غرارِ أحدٍ ممّن في الوجودِ. وإذا لم أكُن أفضلَ منهم ، فإنّي على الأقلّ أختلِفُ عنهم. ولن يتسنّى البتّ فيما إذا كانت الطبيعةُ قد أصابت أو أخطأت إذ أتلَفَت القالَب الذي صاغَتني فيه إلّا بعدَ قراءةِ هذه الاعترافاتِ. فإذا ما انطلقت آخرُ صيحاتِ بُوقِ البعثِ ، عندما يُقدَّرُ له أن يَدويّ ، فلسوفَ أمثُلُ أمامَ الحاكِمِ العادِلِ ، وهذا الكتابُ بين يديّ ، ولسوفَ أقول في رباطةِ جأشٍ : هذا ما فعلتُ ، وهذا ما فكَّرتُ ، وما كُنتُ. لقد رويتُ في كتابي الطّيّبَ والخبيثَ على السّواءِ بصراحةٍ ، فلم أمحُ أيّ رديء ، ولا انتحلتُ زوراً أيّ طيبٍ ، وإذا كنتُ قد استخدمتُ بعضَ التزويقِ الفارغِ - بين وقت وآخر - فما ذلك إلّا لأملأ فراغاً نشأ عن نقصٍ في الذاكِرةِ. لقد صوّرتُ نفسي على حقيقتها : في ض