المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ١٣, ٢٠٢٣

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش

صورة
  الإنسان السعيد هو من يقضي حياته دون آلام نفسية أو جسدية كبيرة، لا من يحصل فيها على متع وملذات كثيرة وكل من يتخذ من المتع و الملذات مقياسا للسعادة، فقد اتخذ المقياس الخاطئ لأن المتع والملذات تبقى دائما سلبية، و من الوهم أن نعتبرها طريقا لتحصيل السعادة.  إن طلب المتع والملذات كثيرا ما ينقلب إلى ضده ليصبح شقاء يهدد حياة الإنسان. و على خلاف ذلك، فإن غياب الألم يعد معيارا صحيحا للحكم على السعادة، فمن كانت حياته خالية من الألم واكتمل ذلك بزوال الهموم عنه، أيضا، فقد نال جوهر السعادة الذي يصبح ما عداد وهما تافها. يتعين على المرء، إذن، ألا يطلب الملذات المحفوفة بالآلام لأنه في هذه الحالة، إنما يضحي بما هو واقعي و إيجابي من أجل شيء وهمي و سلبي، بل من المفيد له أن يضحي بجميع الملذات في سبيل تجنب الآلام. ولا يهم، في كل الأحوال، أكانت الآلام سابقة على الملذات أم لاحقة عليها لأن المسرح كله هو مسرح تعاسة، ومن الحماقة أن يسعى المرء إلى تحويل هذا المسرح البئيس إلى فضاء للمتعة يبحث فيه عن اللذة بدل السعي إلى تجنب الألم. ومع ذلك، فإننا نرى أن كثيرا من الناس قد أصيبوا بهذه الحماقة.

حلّت الأمور الملفّقة والمزيّفة وغير الأصيلة محلّ الطبيعي والأصيل والعفوي \ دانييل بورستين

صورة
  في الثقافة المعاصرة، حلّت الأمور الملفّقة والمزيّفة وغير الأصيلة محلّ الطبيعي والأصيل والعفوي، حيث تحوّل الواقع نفسه إلى مسرحية. بات الناس يعيشون بنحوٍ متزايد في عالمٍ أصبح فيه الخيال أكثر واقعيّةً من الواقع. نحن نجازف في أن نكون أول الناس في التاريخ الذين تمكّنوا من جعل أوهامهم حيّةً ومقنعة وواقعية، لدرجة أن يعيشوا فيها.  نحن أكثر الأجيال وهماً على مرّ التاريخ. ومع ذلك نحن لا نجرؤ أن نصاب بخيبة أمل، لأنّ أوهامنا هي ملجأنا الذي نستكين إليها، إنّها أخبارنا وأبطالنا ومآثرنا وأحلامنا ومغامراتنا وفنوننا وتجاربنا الشخصية.  الصورة شيءٌ نطالب به. يجب أن تخدم أغراضنا وأهدافنا. الصورة وسيلة، ما لم تكن صورة الشركة نفسها أو صورة الشخص نفسه مفيدة، فستُستَبعَد وتُرفَض. صورة أخرى قد تتناسب بشكل أفضل.  الصورة مصنوعة حسب طلبنا، ومُصَمّمة لتناسب احتياجاتنا. أمّا المثالي فهو الذي ينادينا ويطالبنا. إنّه لا يخدمنا، بل نحن نعيش لخدمته. إذا كان لدينا مشاكل في التّوق إليه، فإنّنا نفترض فوراً أنّ المشكلة فينا نحن، وليس في المثالي.

إمبراطورية الوهم \ كريس هيدجز

صورة
  في كتابه "الجمهورية"، يتخيّل أفلاطون البشر مقيّدين طيلة حياتهم في كهفٍ تحت الأرض، ولا يعرفون سوى الظلام. عيونهم مصوّبة على جدار الكهف، الذي تتحرّك عليه ظلال ناتجة عن نار تستعر خلفهم. إنّهم يعتقدون أنّ هذه الظلال الوامضة هي الحقيقة، ويقول أفلاطون: إذا ما أطلِقَ سراح أحد هؤلاء السجناء وتمكّن من الخروج إلى ضوء الشمس، فسوف يعاني ألماً عظيماً في البداية. فقد أعماه الوهج، ولم يتمكّن من رؤية أي شيء لذلك يتوق إلى الظلام المألوف. لكن في نهاية المطاف تتكيّف عيناه مع الضوء؛ لقد تلاشى وهم الظلال الصغيرة. إنّه يواجه الواقع العظيم والفوضى ومشاعر الارتباك. لم يعد العالم مُختزلاً إلى مجرّد صورة ظلية بسيطة. لكنه سيُقابل بازدراء وسخرية، كما أنّه لن يكون قادراً على الرؤية داخل الكهف. فالذين لم يغادروا الكهف يسخرون منه، ويُقسمون ألا يخرجوا إلى النور حتى لا يصابوا بالعمى أيضاً. كان أفلاطون يخشى من تأثير التسلية والتفاهة، ومن هيمنة الحواس على العقل، ومن غلبة العاطفة على العقل. لم يكن أفلاطون من المعجبين بالديمقراطية الشعبيّة، فقد قال إنّ المستنيرين أو أهل النّخبة يتحمّلون  مسؤولية تعليم هؤلاء ال

The Shawshank Redemption

صورة
  لا أكاد أصدق كم صارت الحياة سريعة خارج السجن، ففى صغرى لم أرى إلا سيارة واحدة فقط أما الآن فهم فى كل مكان، لقد أصبح العالم يسير فى عجالة لاهثة . أرسلنى مجلس إطلاق السراح المشروط إلى مؤسسة صغيرة.. ثم أعطتنى المؤسسة عملاً فى تعبئة البقالة فى أحد المتاجر، وهو عمل شاق أحاول مواكبته لكن يداى تؤلمانى فى أغلب الوقت . أحيانا أذهب للحديقة بعد العمل كى أطعم الطيور، وأفكر هناك أنه ربما سيأتنى "جيك" ليلقى علىّ التحية.. لكنه لم يأتى أبدا . أتمنى أن يكون بخير وقد عثر على أصدقاء جدد حيثما يعيش الآن. أما أنا فأواجه اضطرابات فى الليل وأرى كوابيساً كأننى أسقط، فأستيقظ مذعوراً وتمُر علىّ فترة حتى أدرك أين أنا، ربما يجب علىّ أن أبتاع مسدسا أسرق به المتجر كى يعيدوننى إلى "شاوشنك" ، وربما سأقتل صاحب المتجر أيضاً كضمان للسجن ! لكنى كبرت جدا على هذا الهراء، ولم أحب الحياة هنا بالمرة.. فلقد سئمت من الخوف طوال الوقت، لذا قررت ألا أبقى، وأشك أنهم ينزعجوا على عجوز محتال مثلى أنا . صديقكم بروكس.  فيلم "The Shawshank Redemption" انتاج 1994م.

ﺣُﺐ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً \ د. أحمد خالد توفيق

صورة
  ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻣﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨّﻲ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥَّ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ، ﻻ ﺃﺗﻮﻗّﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ"، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺳﻤﻊ ﺃﻣﻬﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: "ﺳﻠﻤﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻛﻢ؟ﺭﻭﺣﻮﺍ ﺳﻠﻤﻮﺍ." ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬه ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ، ﻭﻻ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ" ﺃﻳﻀﺎً،ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﺣﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﺯﺩﺣﺎﻣﺎً ﻣﺮﻭﺭﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲّ ﻭﻗﺘﺎً ﺃﻃﻮﻝ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻧﺤﻮﻱ ﻓﺮﺍﺩﻯ ﻭ ﺳﻼﻡ ﻭﺗﺤﻴﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ!ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻓﻮﺭ ﻭﺻﻮﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻳﻬﻢّ ﺑﻤﻨﺎﻭﻟﺔ "ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ" ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻭﺃﺧﻔﺎه ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮه، ﻓﺄﻛﻤﻠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﺒﺎه ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺿﺒﻄﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺑﻔﻤﻬﺎ "ﻗﺎﻟﺐ ﺷﻮﻛﻮﻻﺗﺔ" ﻓﺎﺧﺮﺍً ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﺍه ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮﻭﻓﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺧﺠﻞ ﻣﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺍﻥٍ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ "ﺍﻟﺠﻴﻨﺰ" ﻗﻄﻌﺔ ﺣﻠﻮﻯ "ﻛﺮﻣﻠﺔ" ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﺠﻴﺐ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ، ﻭﻋﻠ