المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ١٦, ٢٠٢٣

مدخل إلى الفلسفة \ كارل ياسبرز

صورة
  إنّ الأصل هو الينبوع الّذي ينبثق منه على الدّوام الدّافع إلى التفلسف. بفضل هدا الدّافع تغدو الفلسفة المعاصرة أمرا جوهريا، وبفضل هذا الدّافع أيضا نستطيع أن نفهم فلسفة الماضي. هذا العنصر الأصيل متعدّد الجوانب. فالدّهشة تستتبع التّساؤل و المعرفة. والشّك بصدد ما يعتقد الإنسان أنّه يعرفه، يستتبع الفحص واليقين البين. وإضطراب الإنسان، والشّعور الّذي يخامره وهو يواجه فكرة الموت، يقوده إلى التّساؤل عن ذاته. فلنبدأ إذا بتحديد هده العوامل الثلاثة تحديدا دقيقا : 1. ذكر أفلاطون أنّ أصل الفلسفة هو الدهشة. فالعين تجعلنا نشارك في مشهد النجوم والشّمس وجرم السّماء. هذا المشهد” يفضي بنا إلى دراسة العالم قاطبة، ومن هنا تنشأ الفلسفة بالنسبة إلينا وهي أسمى الخيرات الّتي خصت بها الآلهة الإنسان الّذي عليه حقّ الفناء.” ويذكر أرسطو” أنّ الدّهشة هي الّتي دفعت النّاس إلى التّفلسف” أنّ الدّهشة هي الّتي تدفع الإنسان إلى المعرفة، فحين إندهش فمعنى هذا أنّني أشعر بجهلي. إنّي أبحث عن المعرفة، ولكن لكي أعرف فحسب، لا لكي أرضي حاجة مألوفة إعتياديّة. إنّ التّفلسف معناه التيقظ للإفلات من روابط الضرورة الحيويّة. 2. وحالما