المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر ١٠, ٢٠٢٣

قلب الليل \ نجيب محفوظ

صورة
  "على رغم التصعلك والتّسول فإنني أقف أمام الحياة مرفوع الرأس متحديًا، إذ أن الحياة لا تحترم إلا من يستهين بها." في سرديةٍ معمّقة عن حياة جعفر الراوي ذلك العجوز الطاعن في الفقر والصعلكة والذي قصد وزارة الأوقاف ليتساءل عن إرث جده الذي وهبه قبل وفاته كوقفٍ خيري ويود جعفر أن يسترد ذلك الإرث لينقذ نفسه من البؤس والضياع تتماس سردياتٌ وفلسفات أخرى وتتقاطع مع فلسفة الراوي نفسه عن الحياة وعن الإنسان وعن الماضي الذي يُلقي بظلاله على أيامِنا الحاضرة .. يبعث نجيب محفوظ ألبير كامو في غريبه ميرسو بطل روايته الأكثر صيتاً .. يُعيد محفوظ إحياء ميرسو بطل رواية الغريب في شخصية جعفر الراوي ذلك الرجل الذي لا يختلف عن ميرسو في عبثية حياته وجريانه مع الأقدار غير عابء بشيء محتدياً ومثابراً . " لقد مات أبي، كيف؟ ولم؟ لا أدري ." يقول جعفر الراوي تلك الجملة في حديثه عن أبيه الذي مات وهو في عمر الخامسة .. تُحيلنا تلك الجملة إلى افتتاحية رواية الغريب حيث ميرسو يقول نفس الجملة تقريباً حينما يعلم وفاة أمه .. ولم تتمخّض عبثية جعفر في تلك الجملة فحسب بل تراءت في مطبّات عدّة في حياته .. نجده يحدثنا

أبواب الإدراك والجنة والجحيم \ ألدوس هكسلي

صورة
  إننا نعيش معا، ونتصرف مع بعضنا البعض؛ ولكن دائما وفي جميع الظروف نحن وحدنا. ويذهب الشهداء جنبا إلى جنب إلى الساحة ؛ يتم صلبهم وحدهم. بعد احتضانهم، يحاول العشاق يائسين دمج النشوة المعزولة في سمو ذاتي واحد ؛ دون جدوى. كل روح مجسدة بطبيعتها محكوم عليها بالمعاناة والاستمتاع في العزلة. الأحاسيس والمشاعر والرؤى والخيالات - كل هذه خاصة، باستثناء الرموز و مستعملة، غير معدية. يمكننا تجميع المعلومات حول التجارب، ولكن ليس التجارب نفسها. من الأسرة إلى الأمة، كل مجموعة بشرية هي مجتمع من أكوان الجزر. معظم أكوان الجزر تشبه بعضها البعض بما يكفي للسماح بالفهم الاستدلالي أو حتى التعاطف المتبادل أو «الشعور». وهكذا، إذا تذكرنا فجيعتنا وإذلالنا، يمكننا أن نعزي الآخرين في ظروف مماثلة، ونضع أنفسنا في أماكنهم. لكن في بعض الحالات يكون الاتصال بين الأكوان غير مكتمل أو حتى غير موجود. العقل هو مكانه الخاص، والأماكن التي يسكنها المجانين والموهوبون بشكل استثنائي مختلفة تمامًا عن الأماكن التي يعيش فيها الرجال والنساء العاديون، بحيث لا توجد أرضية مشتركة للذاكرة أو لا توجد أرضية مشتركة لتكون بمثابة أساس للفهم أو شعو

ماذا لو أدركت يومًا ما

صورة
  ماذا لو أدركت يومًا ما أنك لن تضطر أبدًا إلى شرح نفسك لأي شخص بعد الآن، أو تحمل عبء تصور الآخرين لك.. أو حتى أوجه القصور المتصورة لديك؛  وأنه يمكنك الاسترخاء أخيرًا، مع العلم أنك لا تصدق في الضوء الذي تقف فيه؟  وماذا لو واصلت عدم الاهتمام بالأحكام التي قد يصدرها شخص آخر بأن حياتك ليست كاملة أو مذهلة، وأنه لا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية على الإطلاق... وأنك لم تعد تشعر بالحاجة إلى الاعتذار إلى ما لا نهاية لكونك إنسانًا؟  لقد كان ذلك اليوم ينتظرك بكل لطف لتبدأ بالسباحة في مياهه الدافئة المليئة بالحب والقبول .  هيلين فريبورت