المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٢٥, ٢٠٢١

العدمية كفكرة وليست كعالم

صورة
    "العدمية ليست فقط الاعتقاد بأن كل شيء يستحق أن يُهلك، ولكن أن يدمر أحدهم الحرث والنسل" (فريدريك نيتشه، إرادة القوة 1901)  هكذا نظر نيتشه للعدمية الغربية، خاصة الألمانية منها، على أنها اتجاه ابداعي نحو التغيير، لكن السؤال المطروح هنا: ماذا قصد نيتشه بتدمير الحرث والنسل ؟ هل بالفعل نيتشه ذلك الفيلسوف الإنساني والمسالم العاشق للمحبة والحب يقصد بالتدمير المعنى الحرفي لها ؟  في روسيا عُرفت العدمية كحركة ثورية منظمة وحرة، وذلك ابتداءً من سنة 1861 وبقي صداها راسخا لأزيد من نصف قرن في هذه البيئة التي تميز أناسها في تلك الحقبة التاريخية بالتوقف الفكري، وهنا الحديث عن نبذ كل ما هو خارج عنهم، ولعل كتابات دوستويفسكي هي الأكثر دليلا على ذلك، ليس من حيث الشهرة ولكن من حيث المحتوى، ولكن على ذكر مصطلح التدمير ها نحن نجد ميخائيل باكونين يبدع مقولته الشهيرة " دعونا نضع ثقتنا في الروح الأبدية التي تدمر وتبيد فقط لأنها مصدر الإبداع، اللانهائي العصي عن البحث، إن الشغف بالتدمير هو شغف إبداعي هو الآخر " في هذا الصدد ألا يمكننا القول أن هذه المقولة هي تعبير صريح للعدمية التي بها لاحقا

الوجود والزمن \ هايدغر

صورة
  انجذب مارتن هايدجر إلى الفلسفة من خلال قراءة أعمال هوسرل، واعتماد أساليب الفينومينولوجيا في فحصه لطبيعة الوجود. مثل هوسرل، نحى هايدجرجانباً أي نقاش عن عالم نومينون (الشيء في ذاته) من أجل التركيز على مواضيع التجربة الإنسانية. ومع ذلك، أخذ هايدجر هذه الحيثية أبعد من ذلك، من خلال الإشارة في كتابه الوجود والزمان (1927) إلى أننا ندرك وجودنا الخاص، لذلك يمكن فحصه كجزء من العالم الظاهراتي (phenomenal world). لأنه موضوع تجربتنا، يجب أن يحدث وجودنا في مكان ما في الفضاء. إنه موجود أيضًا في الوقت ولا ينفصل عنه - لقد استنتج من تجربتنا في وجود ماض وحاضر ومستقبل، أن الوجود هو الوقت. حياتنا مؤطرة بالزمن، من الولادة إلى الموت؛ نأتي إلى الوجود، ندرك وجودنا، ولكن أيضًا ندرك أن لها نهاية. يمكن أن تكون حياتنا ببساطة بلا معنى، حيث لا توجد يقين موضوعي، لذا فإن مهمتنا هي إيجاد المغزى فيها. إن الوعي بالموت، الذي يقول هايدغر إنه "أبعد أفق لوجودنا"، يساعدنا على فهم وجودنا والعيش بأصالة وصدق.