المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٥, ٢٠٢١

البؤساء \ فيكتور هوجو

صورة
الصورة ل جافير شخصية رئيسية في الرواية   وليس أقدر على ترصد أعمال الناس من أولئك الذين لا تعنيهم تلك الأعمال. إنهم يتعبقون هذا الرجل أو تلك المرأة أياماً بكاملها ويقفون موقف الحرس ساعات بطولها في زوايا الشارع، تحت أبواب الأزقة ،في موهن الليل، وقد استبد بهم البرد وأصابهم المطر، من أجل ماذا؟ للاشيء. مجرد توق إلى النظر، إلى المعرفة، إلى النفاذ إلى الأشياء. مجرد رغبة عارمة في القال والقيل، وكثيراً ما يؤدي الكشف عن هذه الأسرار ونشر هذه الخفايا،وبسط هذه الأحاجي في وضح النهار إلى كوارث، إلى مبارزات، إلى افلاسات، إلى خراب أسر، إلى اشقاء نفوس ،ليغتبط أعظم الاغتباط أولئك الذين ((اكتشفوا شيء)) من غير أن تكون لهم مصلحة ما، وبدافع من الغريزة ليس غير، شيء محزن! وبعض الناس تأتيهم النزعة إلى الشر من مجرد حاجتهم إلى الكلام. إن حديثهم ، وإن سمرهم في الصالونات، وإن ثرثرتهم في غرف الانتظار هي أشبه ما تكون بتلك المواقد التي تستنفذ الحطب على نحو سريع. إنهم في حاجة إلى مقدار كبير من الوقود. وما ذلك الوقود غير جارهم. .

لعنة الرابحين/ عدي الزّعبي

صورة
  يعالج برتراند راسل في كتابه "دروب إلى الحرية"، الذي يناقش الفوضوية وسبل تطبيقها، حياة الكتاب والفنانين في ظل النظام المشتهى. أحد الأمور التي يرغب راسل بالتخلص منها، بشكل كلي، هي الجوائز والمسابقات، بكل أنواعها. هذه الممارسات، بحسب الفوضوي الإنكليزي، تشجع أسوأ ما في الإنسان من مشاعر: الغيرة والحقد والحسد والتنافس الشرس الهمجي: أي أنها، باختصار، تقدم لنا خلاصة الإنسان الرأسمالي الفرداني الجشع الخائف.  ما البديل؟ ببساطة، أن يحصل الكتاب والفنانون، كما سيحصل كل الناس، على راتب ثابت شهري يكفي لسد الرمق. هذا الاقتراح، الذي دافع عنه كروبوتكين بحمية، رفضه الماركسيون والليبراليون وقتها، بسبب عجزهم عن فهم أفضل ما قدمته الفوضوية: رؤية أصيلة واثقة متفائلة للطبيعة البشرية. يصر الفوضويون على أن الناس لا تحب الكسل، وعلى أن جوهر الفرد يتحقق بالعمل الذي يريد الفرد نفسه القيام به: لن يجلس الناس في بيوتهم متكاسلين عندما يطمئنون إلى أن حاجياتهم الرئيسة متوفرة. على العكس، سيسعى الناس إلى تحقيق ذواتهم، بدون خوف من الجوع والفاقة.  يعتقد راسل أن نظام الجوائز فاسد، جملة وتفصيلاً. ليست المشكلة في هذه

الظل القاتم \ روبرت غرين

صورة
إنك تدفع ثمن كونك  لطيفا ومحترما أكثر مما تدفعه مقابل إظهار ظلك القاتم. أولا: يجب أن تبدأ باحترام آرائك الخاصة بشكل أكبر وآراء الآخرين بشكل أقل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمجالات خبرتك، وذلك المجال الذي انغمست فيه. ثق في عبقريتك الأصلية والأفكار التي لديك، هَلُمَّ إلى الأعلى. ثانيا: اعتد في حياتك اليومية على تأكيد نفسك أكثر مع تقليل المساومات. افعل ذلك تحت السيطرة وفي اللحظات المناسبة. ثالثا: ابدأ في تقليل الاهتمام بما يفكر فيه الناس عنك. ستشعر بإحساس هائل بالتحرر. رابعا: أدرك أنه في بعض الأحيان أنه يجب عليك أن تسيء إلى الأشخاص الذين يغلقون طريقك. ذوو القيم القبيحة، الذين ينتقدونك ظلما، بل عليك أن تؤذيهم وتنال منهم. استخدم مثل هذه اللحظات من الظلم الواضح لإخراج ظلك اللعين. أظهره بفخر. خامسا: لا تتردد في لعب دور الطفل الوقح العنيد الذي يسخر من غباء ونفاق الآخرين. أخيرا: استهزأ بالمبادئ التي يتبعها الآخرون. منذ قرون عديدة، وحتى يومنا هذا تمثل أدوار الجنسين أقوى المبادئ على الإطلاق. ما يمكن أن يفعله أو يقوله الرجال والنساء كان خاضعا لسيطرة شديدة، لدرجة أنه يبدو أنه يمثل  الاختلافات البيول

طقوسُ وداعِ سيمون دو بوفوار لجان بول سارتر

صورة
    كانت سيمون دي بوفوار تتعرَّض طوال حياتها لضغط يسبِّبه لها قلق ويأس خانقان ، خوف من الوحدة ، فقدان الحبّ ، لكنها اعترفت صراحةً أنّها كانت مسكونة بما وجدته أسوأ كابوسٍ ( موتُ سارتر ). الكتاب الوحيد الذي ستكتبه بعد موت سارتر ، هو كتاب " وداعُ سارتر " ، وهو الكتاب الوحيد الذي لن يقرأه. - كانت السنوات الخمس الأخيرة من حياة سارتر شاقّة وعسيرة بالنسبة لبوفوار ، لم تكن تتحمل أن يكون سارتر أعمى. نُقِل سارتر إلى مشفى القلبيّة ، وقال الأطباء أنّه مُصاب بالاستسقاء الرئوي. كان سارتر مرهقاً لا يستطيع الكلام إلّا بصعوبة ، وكان جسده متقرِّحاً ، وكليتاه لا تعملان ، لكن عقله كان سليماً ، وفي أصيل الأيام سأل بوفوار : كيف سنتدبر نفقات الجنازة ؟ - نُقِل سارتر إلى قسم العناية المشدَّدة ، وهناك كانت بوفوار تحوم حول سريره ، أمسك معصمها ، قال وعيناه مغلقتان : " أحبكِ كثيراً عزيزتي سيمون ". لم تكن هذه إيماءاته التي يقوم بها ، لقد فهِمتُ ، قالت بوفوار. - في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ، رغِبت بوفوار أن يدعوها سارتر وحدها ، فغادر جميع من كان حوله. سحبت الشرشف وهمّت بالاستلقاء بجانب

نيتشه كما يراه روجي ﭘول دروا

صورة
  إلى حدود الثلاثين من عمري لم أكن قد فهمت فكر نيتشه البتة. كلما قرأت فكره أشعر أنه غريب عني، كما يحدث لكثير من القراء ولا شك. كنت أجد في فكره شيئًا مبالغًا فيه أو مُتَصنَّعًا، وغير متماسك أحيانًا. لم أكن أفهم لماذا يبدو فجأة وكأنه يقول عكس ما قاله للتو في الصفحتين السابقتين. لم يكن في مقدوري إدراك طريقة اشتغال فكره من الداخل. وبما أنني كنت من خريجي المدرسة العليا للأساتذة، وأستاذًا مبرزًا، فقد كنت أستطيع تقديم عرض عن الأبولوني والديونيسي، والعودة الأبدية أو السوبرمان… ولكن إدراك مرامي فيلسوف ما لا يقتصر على التعامل مع مفاهيمه أو شرح مذهبه. يجب أن ندرك طريقة اشتغال فكره من الداخل. وهو أمر لم أتمكن منه بخصوص فكر نيتشه إلا بعد ما تجاوزت الثلاثين. في المدة بين عامي 1977م و1983م عشت بعيدًا من عالم الفكر الباريسي الذي انغمست فيه في وقت مبكر جدًّا، في الوسط الجامعي، وفي هيئة تحرير صحيفة لوموند. انتقلت للإقامة في منزل يوجد في منطقة نائية، يبعد من مكتب البريد والمتاجر بعشرة كيلومترات، والرغبة تحدوني في أن أعرف ما إذا كان لدي شيء أكتبه. كنت أدَرِّس وفي الوقت نفسه أكتب نصوصًا صغيرة، مجزأة، عبارة