المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ١٠, ٢٠١٩

في جينالوجيا الأخلاق_ فريدريك نيتشه

صورة
نحن مجهولون بالنسبة إلى أنفسنا، نحن العارفين، نحن أنفسنا بالنسبة إلى أنفسنا: وإنّ لهذا سبباً وجيهاً. نحن لم نبحث أبداً عن أنفسنا، فأنّى لنا أن نجد أنفسنا يوماً ما؟ لقد صدق من قال لنا : "حيثما يوجد كنزك، ههنا أيضاً يوجد قلبك"، إن كنزنا إنما يوجد حيثما تكون خلايا نحل معرفتنا. لهذا نحن دوماً أثناء الطريق، ولدنا حيوانات مجنحة، جماعة لعسل الروح، لا نهتم حقاً من القلب إلا بأمر واحد .."ان نحمل إلى البيت" شيئاً ما. أما فيما يتعلق بالحياة، ب "ما عشناه من تجارب" مزعومة، فمن منا يتوفر لذلك حتى على الجد الكافي؟ أو الوقت الكافي؟ في هكذا قضايا، وهو ما أخشاه، نحن لم نكن ابداً على وجه الدقة "في صليب القضية"، لم تكن قلوبنا حينئذ هناك_ ولا حتى آذاننا! بل مثل من أَلهتهُ الآلهة وغرق في قاع نفسه، ومن دقت الساعة في أذنيه دقاً أزيزا، أثنتي عشرة دقة، بأن النهار قد انتصف، واستيقظ فجأة وسأل نفسه : ما الذي دق على وجه التحديد؟، هكذا نحن ايضاً نحك آذاننا أحياناً بعد الأوان ونتساءل، وقد آخذت منا الدهشة والحيرة كل مأخذ : ما الذي عشناه على وجه التحديد؟، بل أكثر من ذلك ...