المشاركات

عرض المشاركات من مارس ١٧, ٢٠٢٠

بطل من هذا الزمان / ميخائيل ليرمنتوف

صورة
"نعم،ذلك كان حظي منذ نعومة أظافري؟كان جميع الناس الناس يقرأون في وجهي علامات غرائز شريرة انا منها بريء،و مازالوا يفترضونها في، حتي نبتت و تأصلت. كنت خجولا،فأتهموني بالمكر، فأصبحت كتوماً.و كنت احس بالخير و الشر احساساً عميقاً، و لكن احداً لم يعطف علي،بل كانوا جميعاً يؤذونني، فأصبحت حقوداً احب الانتقام.كنت حزين النفس، و كان الاطفال الاخرون فرحين هدارين، و كنت اشعر انني فوقهم، فقيل لي اني دونهم،فأصبحت حسودا،وكنت مهيأ لان احب جميع الناس، فلم يفهمني احد، فتعلمت الكره. لم يكن شبابي الخالي من الفرح الا صراعاً مع الناس و مع نفسي. خوفاً من الهزء،دفنت انبل عواطفي في اعماق قلبي، فماتت هنالك.وكنت احب ان اقول الحقيقة، فلم يصدقني احد، فأخذت اكذب. و قد تعلمت ان اسبر اغوار الناس، و ان ادرك الدوافع التي تحركهم فأصبحت بارعاً في فن الحياة، و لاحظت ان غيري ممن لا يملكون هذا الفن كانوا سعداء، ينعمون،من غير جهد بهذه الخيرات التي كنت اجهد للحصول عليها بلا كلال؛فولد اليأس في قلبي،لا ذلك اليأس الذي تذهب به رصاصة من مسدس، بل هذا اليأس البارد العاجز الذي يختفي وراء سلوك لطيف،و ابتسامة طيبة. اصبحت روحي

إميل سيوران / ابتهال إلى الأرق

صورة
كنتُ في السابعةِ عشر، وآمنتُ بالفلسفة. وكلُّ ما كان لا يمتُ إليها بصلةٍ بدا لي إما خطيئةً أو حِطةً: الشعراء؟ مشعوذونَ لا يصلحونَ سوى لإبهارِ امرأةٍ ساذجة؛ الأفعال؟ حماقاتٌ بدافعٍ منَ الهذيان؛ الحبّ، الموت؟ أعذارٌ منحطةٌ للتملصِِ منْ شرفِ المفاهيم. روائحُ كريهة لكونٍ لا تليقُ بهِ روائحُ العقل . . . المحسوس؟ يا لهُ منْ قذارة! البهجةُ والمعاناة، يا لهما منْ عار! وحدهُ التجريدُ بدا نابضًا بالحياة: وضعتُ نفسي في خدمةِ مآثر مُتعالية لئلا تجعلني مواضيعُ أكثر نبلاً أنحرفُ عنْ مبادئي وأستسلمُ لانحطاطِ القلب. قلتُ لنفسي مرارًا وتكرارًا: وحدها دارُ الدعارةِ متوافقةٌ معَ الميتافيزيقا، واتجهتُ - هربًا منَ الشعر- إلى أحضان الخادمات، إلى غنجِ الغواني. . . . في ذلكَ الحينِ جئتَ أيها الأرق، لتزعزعَ جسدي وكبريائي، أنت يا منْ يحوّلُ الاندفاعَ الصبياني، يمنحُ الوضوحَ للغرائز، الانتباهَ للأحلام، أنت يا منْ يهبُ في ليلةٍ واحدٍة معرفةً تفوقُ معرفةَ أياٍم نقضيها راقدين، وعلى الجفونِ المُحْمرّّةِ تكشفُ عنْ نفسكَ كحدثٍ أكثرَ أهميةً منَ الأمراضِ المجهولةِ ومنْ كوارثِ الزمن! أنتَ منْ جعلني أسمعُ شخيرَ الصِ