المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ١٣, ٢٠٢٠

ذكرى ميلاد صمويل باركلي بيكيت / توم درايفر

صورة
 اليوم تحلُ ذكرى ميلاد صمويل باركلي بيكيت من النافذة الشاسعة التي لا تطل على شيء، وقد تطل على كل شيء، يمكن أن نلتقي بيكيت، فمسرح بيكيت هو مسرح الوحدة، وحدة الإنسان إزاء مصيره وقدريته، وإزاء عالم فقده وفردوس يتفقد موته باستمرار. كل شخصيات بيكيت وحيدة تعيش في مونولوج أبدي، حتى الحوار عندها يُفضي إلى المونولوج. إلى الصمت. والرفقة ذاتها تعبير عن الوحدة، أكثر مما هي تعبير عن اللقاء. كأن شقاء الإنسان كفرد ربما، يحتاج أحياناً إلى شاهد. ولا معقولية الوجود، تحتاج أحياناً إلى شاهد. أنه يجسد العجز المطلق، للانتظار، وتالياً اللا انتظار. فلماذا البحث عن أحداث جديدة أو عن شخصيات جديدة أو عن كلام أكثر، ما دامت المواصفات والأزمنة والأمكنة متشابهة، بل ما دامت الأشياء تتنفس في عدميتها النهائية. هذه العدمية النهائية كأنها القدرية الطائشة الملتبسة، التي تفقد الإنسان إمكانية أن يقرر أو يختار أو أن يلتزم حرية أو درباً جديداً، إنه اليأس! ربما. العجز! ربما. الشروط الإنسانية الفاسدة في جواهرها! ربما. وعندما تموت الأفكار، وتبتئس العواطف. فأية حركة تجدي، وأي جسد يجدي، الوحدة؟ في أقصى دركاتها، في أسفل د...

موت سقراط

صورة
من أغرب الأشياء أن العمل القاسي الوحيد الذي ارتكبته الديمقراطية بعد عودتها، قد ارتكبته مع فيلسوف طاعن في السن تحول سنوه السبعون بينه وبين القيام بأي عمل يضر الدولة. ولكن كان بين زعماء الحزب المنتصر أنيتوس الذي هدد قبل عدة سنين من ذلك الوقت بأن ينتقم لنفسه من سقراط لبعض إهانات لحقته من جدله، ولأن الفيلسوف "أفسد" ابنه. وكان أنيتوس هذا رجلاً صالحاً، حارب ببسالة تحت إمرة ثرازيبولس، وأنقذ حياة بعض من أسرهم جنوده من الألجركيين. وكانت له يد في إصدار العفو العام؛ وسمح للذين ابتاعوا أملاكهم، بعد أن صادر الثلاثون الأملاك، أن يستبقوها لأنفسهم لا ينازعهم فيها منازع. ولكنه لم يحتفظ بهذه الصفات الكريمة في معاملته لسقراط. فهو لم ينس أن ابنه بقي مع سقراط وصار سكيراً عربيداً بعد أن ذهب هو إلى منفاه ؛ وبدا له أن تأثير سقراط في الأخلاق وفي السياسة أسوأ من تأثير أي سوفسطائي آخر، وأنه يقوض دعائم العقيدة الدينية التي كانت تستند إليها الأخلاق، وأن انتقاداته الدائمة كانت تضعف إيمان الأثينيين المتعلمين في الأنظمة الديمقراطية . وبدا لأنيتوس أن من الخير أن يخرج سقراط من أثينة أو أن يموت. موت سق...