البحث عن السعادة لا يعني الاستغناء عن الحقيقة \ لوك فيري
حوار مع مجلة بارونتيز \ ترجمة: يوسف اسحيردة المجلة: كيف يمكن للفلسفة أن تُساعد على العَيْش بشكل أفضل؟ لوك فيري : كل الفلسفات الكبرى هي عبارة عن مذاهب خلاصية، وإذا صَدَّقْنَا المعاجم، فالخلاص هو ” الإنقاذ من خطر كبير أو حزن كبير”. إنقاذنا من ماذا أولا وقبل كل شيء؟ من المخاوف التي تُطَوِّق، التي تُقَلّْص وتنتهي إلى إعاقة وجودنا، وبالتالي منعنا من إدراك الحياة الجيدة. الفكرة التي تُحرك الرغبة في الحكمة، أي في البحث عن الخلاص – هذه أفضل طريقة من أجل ترجمة كلمة philo-sophia – هي الاقتناع بأن المرء طالما هو مُحاصر من طرف مخاوفه، من المستحيل أن يصل إلى السكينة، من المستحيل أن يكون حرا في عقله، أو أن ينفتح على الآخرين ويُفكر بحرية ويكون كريما. من أجل الولوج إلى السكينة، ينبغي إذن التوصل إلى هزيمة المخاوف، والفلسفة، بخلاف الديانات التوحيدية الكبرى، تَعِدُنَا بإمكانية تحقيق ذلك بالاعتماد على أنفسنا وعلى العقل عوض الاعتماد على شخص آخر (الله) وعلى الإيمان (من خلال التخلي عن العقل لصالح الوحي). المجلة: عن أي ديانة تتحدثون؟ في ما يخص المسيحية، هي لا تقيم تعارضا بين الإيمان والعقل ولكن، على الع...