المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ١١, ٢٠٢١

الثُلاثِيُّ الضاحك

صورة
  يُحكى أنه كان يَعِيش في الصين القديمة ثلاث رُهْبَان مُسنين ، أسماءهم غير معروفة إلي يومنا هذا لأنهم لن يقدموا أنفسهم إلي أي شخص .  لقد كان يعرفهم أهل الصين بالثُلاثِيُّ الضاحك ، أعتاد هؤلاء الرُهْبَان على السفر معًا ولم يفعلوا شئ إلا الضَحك .  وفي أحد الأيام دخلوا قرية و وقفوا في وسط ميدان تلك القرية و بدأوا بالضحك. و بعد فترة وَجِيزَة الناس الذين كانوا يعيشون و يعملون بالقرب من المكان الذي يقف به الرهبان لم يستطيعوا المُقاومة و بدأوا بالضحك هم أيضًا ، حتي أنتشر الضحك إلي كل القرية . و عند تلك اللحظة أنتقل الثُلاثِيُّ إلي القرية التالية ، الضحك كان صلاتهم الوحيدة و كل تعاليمهم ، لأنهم لم يتحدثوا إلي أي شخص ، فقط كل ما كانوا يفعلون هو خلق حالة الضحك هذه ، نالوا إحترام و محبة كل الصين .  في تلك الحقبة لم يعرف الناس من قبلهم أو بعدهم شئ يسمى بالتعاليم الروحانية .  لقد كان فعلهم يوحى بأنه يجب أن تأخذ الحياة كفرصة للضحك كما لو كانوا أكتشفوا فيها نكتة كونية عَظيمة.   و ظلوا على ذلك لسنوات عديدة ، يترحلون وهم لا يفعلون شئ إلا نشر الضحك و السعادة في الصين كل...

كيف لا أكون وجوديًا؟!أنيس منصور

صورة
  مدرسة العالم النفسي الكبير فرويد ترى أن كل متاعب الإنسان قد بدأت في الطفولة، فالطفولة كنز لا يفنى، أنا أحد المؤمنين بهذه النظرية، وقد جربتها وطبقتها فكان أكثر من عشرين كتاباً من مؤلفاتي، آخر هذه الكتب كتاب عنوانه «البقية في حياتي.. لوحات تذكارية على جدران الطفولة»، وقد وجدت أن الكثير من الذي عانيته رجلا قد بدأ في طفولتي وامتد إلى بقية حياتي، والأمثلة كثيرة. فقد لاحظت أن اتجاهي إلى الفلسفة الوجودية غريب، وإلى نوع من الوجودية، فنحن طلبة الفلسفة انقسمنا: شيوعيين وإخواناً مسلمين ووجوديين، وكان أستاذنا هو الدكتور عبد الرحمن بدوي، وهو الذي قدم لنا الفلسفات الوجودية الألمانية والفرنسية والروسية والإسلامية أيضاً عند الصوفية. وأول كتاب عن الوجودية باللغة العربية السهلة كان كتابي سنة 1951 وعنوانه «الوجودية»؛ وهذا الكتاب قد طبع أربع مرات في شهر واحد، ونفدت نسخه المائة ألف، ولا بد أن يكون السبب هو أن الموضوع على لسان الناس، وأنه جاء في عبارة سهلة. ولكن لماذا الوجودية؟ فقد كانت طفولتي شديدة القلق، وكنت أقيم في الريف، وكان والدي يتنقل من مكان إلى مكان مديراً لزراعة عدلي باشا يكن ثم عز الدين بك...