المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٢٧, ٢٠٢٣

من آخر مقابلات المحلل النفسي سيغموند فرويد

صورة
  بصراحة لا أرغب في الخلود. عندما يتخيلُ المرء كُل تلك الأنانية وراء السلوك البشَري فإنهُ لا يرغبُ في أن يُولد من جديد. يسُرني أن أعرف أن مرض الحياة الأبدية قد انتهى أخيراً. حياتنا تتكون من سلسلة من الالتزامات. إنه صراع لا نهاية له بين الأنا وبيئتها، الرغبة في إطالة عمر الحياة الطبيعية تبدو سخيفة، لا يوجد سبب يجعلني أرغب في العيش أطول، أنا سعيدٌ لحدٍ ما لأنني أُقدّر غياب الألم للحظات ما يجعلني أستمتع بملذات الحياة الصغيرة بجانبِ أطفالي وزهوري. ‏من الممكن أن الموت بحد ذاته ليس ضرورة بيولوجية. ربما نموت لأننا نريد أن نموت، كما الحال في أعماقنا، قد تعيشُ الكراهية والحُب معاً في قلب شخصٍ ما، كذلك الحَياة؛ ‏تتعايشُ الرغبة في الموت والرغبة في الحياة في داخلنا، الموت هو شريك الحبّ، معاً يحكمون العالم. لقد افترضت في أصل التحليل النفسي أن الحبّ هو الأكثر أهميّة، نحنُ نعرف الآن أن الموت مهمّ بالقدر نفسه. لكن كلّ الكائنات -مهما كانت نارُ الحياة تحترق بداخلها- تميل إلى السَكينة، وتريدُ أن تُشفى من حمّى "الحيَاة" من خلال الموت. ربما يمكننا التغلب على الموت، لولا الحليف الذي بداخلنا، لذلك

هل خلقنا الله لذلك \ أحمد بهجت

صورة
  نحن نوجد فقط حين تؤدي عملاً لا نحبه أيضاً توجد حين لا نرى  حولنا غير المناظر العتيقة وجدران المدينة القديمة والأحلام الميتة والآمال الصريعة والشوارع المألوفة والغرف والأثاث والثياب ، نحن نوجد فقط حين لا نرى جديداً في الحياة ، وحين نفقد القدرة على الأحلام أو التمرد على الحب. هذا كله يندرج تحت درجة من درجات الوجود . إنما نحيا حين نحب. وحين تكون عرضة للخطر ، وحين نفكر في الجبال والبحار والنجوم ونحاول إخضاعها بالعلم أو بالشعر ، نحن نحيا حين نلعب وحين نحلم وحين نضحك من قلوبنا ، أيضاً نحس بالحياة حين نكون بمحضر حزن صادق .. ومعظم الناس يوجدون فقط، وقليل منهم يحيا ، ولكي يكون المرء أن يملك القدرة على أن يستقل بعقله عن البيئة المادية وهموم   الحياة ومشاغلها .. ومعظم النوع الإنساني مغموس تماماً في مشاكله ، وليس لديه وقت ليفكر في أحلامه ، إنما يعيش مثل وحوش الغابة في صراع دائم من أجل قطعة اللحم وقطعة الأرض . وتشترك الدواب مع وحوش الغابة في انصراف همتها لقطعة الأرض وما فوقها من الكلاً . ويشترك عديد من الناس الدواب في انصراف مع همهم للقمة الخبز.  هل خلقنا الله لذلك؟  من( مذكرات صائم )