المشاركات

عرض المشاركات من مايو 2, 2025

الذات ليست شيئاً نكتشفه في أعماقنا ( نيتشه \ هيغل )

صورة
  الذات ليست شيئاً نكتشفه في أعماقنا، بل شيئاً يتكوّن في احتكاكنا بالعالم .. كل فكرة تمرّ بك، كل شخص تقابله، كل علاقة ، كل لحظة دهشة أو صراع .. تكشف لك جانباً جديداً من ذاتك .. أنت لا تعرف نفسك تماماً ، حتى تراها خارجك - في اختياراتك، في ردود أفعالك، في ما تحب وما ترفض.. لهذا يقول نيتشه في كتاب الفجر:  لن يعرف الإنسان نفسه إلا بعد معرفته لكل شيء ، لأن الأشياء هي تخوم الإنسان ! أي أن كل ما حولك يرسم حدودك، ويكشف لك حقيقتك.. أما هيغل في كتاب (فنومينولوجيا الروح)  يتفق مع ذلك و يرأى أن الإنسان لا يصبح (ذاته) إلا حين يصطدم بغيره، حين يُقارن نفسه مع الآخرين ويُقاوم وينتزع اعترافاً .. فنحن نكتشف ذكاءنا حين نرى من هو أغبى، ونكتشف هشاشتنا حين نصطدم بمن هو أقوى ! و المرء يتأكد من تفوقه حين يرى من دونه ، ويشعر بنقصه حين يواجه من يفوقه .. لكن نيتشه وسّع هذه الرؤية : ليس فقط الآخر من  يعكسك، بل كل شيء حولك : المدن، الذكريات، الطقوس، الأفكار ، كلها مرايا للذات. بأختصار : كل ما هو خارجك .. يحمل جزءاً منك ! ولهذا حين نربّي طفلًا، لا يصح أن نعزله عن العالم بدافع الخوف المفرط عليه ، ...

أستأنس بصحبة غرباء الأطوار

صورة
  أستأنس بصحبة غرباء الأطوار والاستماع لأفكارهم أولئك المهمشين، غير التقليديين ، المنعزلين، غير المنمطين، المنسيين، المنبوذين ، غالباً هذه النوعية من الناس صهرتهم تقلبات الحياة فخرجوا منها أكثر أصالةً و جمالاً. تجذبني طريقتهم الفريدة في رؤية الحياة. أفكارهم تتحدى المألوف وتغوص في أعماق التجربة الإنسانية. ربما لأنهم يمتلكون شجاعة استثنائية تمكنهم من مواجهة الظلام والعودة منه بأفكار جديدة وملهمة تفيد من حولهم. قالت عنهم الكاتبة الأمريكية ليديا يوكنافتش في (مانيفستو المهمشين): "إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين لديهم القدرة على الوصول إلى قاع المحيط ، والقدرة على السباحة في المياه المظلمة دون خوف ، والقدرة المذهلة على النجاة من معتركات الحياة  ، فلديك أيضا القدرة على جلب شيء جديد إلى السطح يساعد الآخرين بطريقة لا يمكنهم تحقيقها بأنفسهم، المهمشين و غرباء الأطوار لديهم تلك القدرة الفريدة على المرور من خلال الأحزان، المآسي و الصدمات و الظهور من الجهة الأخرى أكثر قوة"