المشاركات

عرض المشاركات من مايو 21, 2025

الإنسان الأخير \ باربرا ستيغلر

صورة
  ولأنّ الإنسان هو الكائن الحيّ الأكثر مواجهةً للفوضى فهو "الأشجع"، و"الأكثر قسوةً"، و"الأشدّ معاناةً" فإنّه في الوقت ذاته الأكثر تحصينًا ضدّها، والأشدّ تهديدًا بأن يُغلق على نفسه داخلها إلى الأبد. ومن هنا تنبع استحالة تحديد ماهيّة الإنسان، إذ هو الكائن الأكثر انفتاحًا على الممكن، وفي الوقت ذاته الأكثر تحصّنًا ضدّه. ولهذا، رأى نيتشه إمكانيّة ظهور "الإنسان الأخير".  غير أنّ هذا "الأخير" لا ينبغي فهمه على أنّه نهاية الإنسان (أو آخر أفراد الجنس البشريّ قبل فنائه)، بل هو ذلك الذي لم يَعُد يحدث له شيء، ولا يعترضه جديد، بل هو الذي يُعطّل، بشكلٍ دائم، إمكانيّة المستقبل، حتى يصير ذلك سِمَةً لعصرٍ بأسره. وبما أنّ الإنسان خالٍ، من حيث الماهية، من جوهرٍ ثابت، فهو يحمل في داخله أيضًا أعظم الأخطار: خطر الإغلاق التامّ أمام كلّ ما يفيض عليه من إمكانات الوجود. فهو، وإن كان "شجاعًا"، قد يتملّكه اليأس، وإن كان "قسِيًّا على نفسه"، قد يلجأ إلى الحنوّ الذاتيّ على جسده، وإن كان "يعاني من فرط التناقضات"، فقد يؤثر، في نهاية المطاف...

خيانة المثقفين \ جوليان بيندا

صورة
خيانة المثقفين  هو كتاب للفيلسوف الفرنسي جوليان بيندا نُشر عام 1927. يعتبر هذا الكتاب من الأعمال البارزة التي تناولت موضوعات فلسفية وأدبية حول دور المثقفين في المجتمع وعلاقتهم بالسلطة. خلاصة الكتاب: في هذا الكتاب، يطرح جوليان بيندا نقدًا حادًا لما يسميه "خيانة المثقفين"، حيث ينتقد المثقفين الذين ضحوا بالقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية من أجل دعم الأنظمة السياسية أو الأيديولوجيات التي تتسم بالقوة والقمع. يرى بيندا أن المثقفين في العصور الحديثة قد تحولوا من مدافعين عن الحقيقة والعدالة إلى أتباع للسلطة وأدوات لها. أهم المحاور في الكتاب: 1. المثقفون والسلطة: يناقش بيندا كيف أصبح المثقفون في العصر الحديث يخدمون الأنظمة السياسية بدلاً من الوقوف ضدها. يراهم في النهاية يتحولون إلى أدوات تُستخدم لخدمة السلطة. 2. تدمير القيم الإنسانية: يُدين بيندا كيف أن المثقفين أصبحوا يعبرون عن أفكار وأيديولوجيات تُخدم مصالح السلطة في مقابل المبادئ الأخلاقية والإنسانية. 3. تأثير الأنظمة السياسية: ينتقد الكتاب بشدة تواطؤ المثقفين مع الأنظمة السياسية الاستبدادية في فترة ما بين الحربين العالميتين، خاصة...