إعطِ معنى لحياتي
(إعطِ معنى لحياتي) الجملة إتذكرت عن طريق شخصية من شخصيات بيرجمان واللي من خلالها عبر عن تيمة رئيسية في أفلامه (الشك)، و اللي بدوره كان دايرة جمعت حواليها قضايا ضبابية زي الإيمان و الحب و الضعف و علاقة الإنسان مع نفسه و ما ابعد من كدا، و مكانش في انسب من اب و مكان مقدس لتنفيذ فكره اللاذع لأن المقدمات ملهاش وجود عند السويدي و دا لأنه صدامي لأبعد حد لا يسعي للإصلاح لكن لخلق جديد، واقع بيرجمان و اللي ترجمه لفن تأثيره كان كبير ابن لعائلة ملتزمة و تطورت الأمور لتصبح بالنسباله عقدة غربلها قدامه و بشخصياته، خياته اللي حاربها بالتزمت بخياله في الطفولة إستعادها علشان تكون أداة لتنفيض الكبت اللي جواه، هنا القس كان بيلجأ له المذنبين او الأشخاص اللي بيعانوا في الحياة و بيطرحوا سؤال ممكن يكون فكرة غير قابلة للنقاش بالنسبة للبعض و هو... هل الله موجود؟ و إذا كان فعلاً فين العدل و إيه المنطق من عذابنا؟ بيرجمان في طرحه للأسئلة دي بالذات بيعكس شقين مهمين و هما...هل الشخصيات دي سوية بالقدر الكافي علشان تسأل و تستوعب مرمي تساؤلات زي كدا؟ هل من الممكن يكونوا علي صواب فعلاً و هل سياق الطرح نفسه و توقيته هيسمحوا لنا نفهم اللي وصلهم لكدا و نحاول نجاوب إجابة تُرضي؟...السؤال الأول بيتضمن علاقة الأشخاص مع مجتمعم و مع نفسهم بالخصوص، عقُد و مشاكل و طفولة صعبة عوامل لا يمكن تجاهلها، لكن هل هما فعلاً عانوا من المشاكل دي؟ ولا دا سيناريو حتمي متعلق بمسار لا يمكن الحياد منه؟
السؤال التاني منفتح علي إحتمالات كتير ممكن نحصرها في اكتر من سؤال واحد.. و من الممكن إحتجاجهم و تمردهم يُمكن حصره بسؤالين و هما... هل تساؤلاتهم دي لتفنيد حقيقة موجودة و هما رافضين التسليم بيها و هي إن العلة منهم و فيهم؟
ام إحتجاج علي غياب الألوهية؟ السؤال الأول واضح و هما كانوا بيعملوا كدا و إكتشفنا مع مرور الوقت إن علة كل حد منهم نابعة من قوقعته علي ذاته و تهكم عقولهم منهم و افكارهن السوداوية و العدمية شديدة التطرف اللي لجأوا لها... السؤال التاني ذا مغزي عظيم و معناه إنهم عارفين إن نهاية طريقهم التصالح مع انفسهم و عدم التمادي في أفعال مش مقتنعين بيها لكن إعتنقوها لمجرد كونها مُسكنات تهدأ من ضجيج عقلهم... و من خلال علمهم بإن الدايرة مفيهاش ركن تسند عليه عقلك فإن الحل هو الإمتثال للمنطق و هو إن كل ما عمله بيرجمان عظيم سواء إختلفت او إتفقت مع إسلوبه او أفكاره...لأن بيرجمان سيظل شهيد السينما التي لن تنجب اكثر منه سوداوية...
Winter light (1963) | Dir. Ingmar Bergman
تعليقات
إرسال تعليق