الفردانية
هل مفهوم "الفردانية" يستلزم بالضرورة—كما يقول عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان —ألا تلوم غير نفسك على تعاستك، وأن تعترف أن سبب هزائمك الشخصية دائماً ما يكمن في كسلك وبلادتك، وأن العلاج الوحيد هو أن تحاول وأن تستمر في المحاولة، أم أن هذا الافتراض مجرد سوء فهم كبير كما تقول الروائية النمساوية فريدريكه جيزفاينر في مقدمة روايتها «حرية حزينة»: «كون الفرد مسؤولاً عن سعادته أو تعاسته هو مبدأ لا يصح إلا عندما يكون الفرد مستقلاً تماماً في هذه الحياة؛ أي عندما يكون قادراً على تدبر أموره دون الحاجة إلى أي شخص آخر. عندما يكون كل منا في مساره الخاص ومنعزلاً تماماً عن الآخر، ولكننا حتى الآن لم نصل إلى ذلك، بل على العكس؛ فنحن البشر لا نستطيع العيش إلا في مجتمع، نحن كائنات اجتماعية لا تعمل إلا في سياق العائلة وسياق الأصدقاء؛ أي سياق المجتمع»
وتضيف: «من الخطأ الاعتقاد أن هذه الحرية التي تتمتع بها أوروبا أو الغرب الحر الديمقراطي شديد الرأسمالية في يومنا هذا أمر مسلّم به أو شيء يتمتع به كل فرد في المجتمع، وأن الحريات الفردية المختلفة ليس لها علاقة ببعضها بعضاً، وأنها توجد جنباً إلى جنب بشكل منفصل ومرتب، والحقيقة أنها توجد معاً كجزء من حرية أكبر، حرية اجتماعية متضمنة حريتي كجزء من المجتمع في لعبة تبادلية مستمرة»
تعليقات
إرسال تعليق