كنت أطمح الى أن أخرس اليوم، ولكن... كوبولا
كنت أطمح الى أن أخرس اليوم، ولكن..."، هذا ما قاله كوبولا قبل أن ينزل عليه الوحي فجأة ويقدم خطاباً تنويرياً من دون أن يلتقط أنفاسه الا بعد 12 دقيقة سحبة واحدة.
"لا تخطئوا وتعتقدوا ان الفنان مسؤول عن فنه بمجرد ان لدى الفن القدرة على تغيير العالم. فالفنانون لا يملكون الكلمة الفصل في فنهم. اليوم، اذا أردتَ أن تعرف مَن الذي يقود العالم، فعليك أن تعرف مَن الذي يموّل الفنانين. انها الشركات الكبرى. لطالما أثارت الطبيعة اهتمامي. في الأدغال مثلاً، ثمة عشب قد يسممك وبالقرب منه ثمة عشب يداوي مرضك. لهذا، أجد انه ليس هناك أروع من ان تولد السينما التي أثرت كثيراً في البشر، في فترة التأكد من أخطار النووي. أشبّه حالنا ببروميثيوس الذي تمّ أسره لأنه سرق النار. النار نوع من استعارة للسينما. السينما يمكن أن تغيّر الكثير لكنها ليست حرّة. اللغة السينمائية ابتُكرت في القرن الماضي على يد رواد أتيحت لهم أن يجرّبوا، لكنهم اليوم لم يعودوا يتجرأون على الاختبار. طبعاً، جاء المسرح قبلهم بمئات السنين، ولكن لا شيء في المسرح يجعلك تستمد فكرة أن تصوّر لقطة شاملة ثم تنتقل فجأة الى كلوز آب. تخيّل كم كان هذا ابتكاراً جريئاً، ولكن فعلوها لأنهم أدركوا فجأة ان المُشاهد عندما يرى لقطة قريبة بعد لقطة شاملة، سيقول: "حسناً، الآن نحن نفهم بمَ يفكر البطل". كيف عرفوا انه اذا تم تقطيع المشهد بأحجام كادر عدة، سيفهم المُشاهد ان الفتاة التي في داخل الكادر تواجه خطراً ما؟ لغة السينما ولدت جراء التجارب. اليوم لا يمكنكك أن تجرّب، أو لا تجرؤ على ذلك. الذين يمسكون بزمام الصناعة السينمائية يريدون أفلاماً تدر عليهم الأرباح. طبعاً، لا يمانعون أن ينطوي الفيلم على رسالة معينة، ولكن معظم تلك الأفلام هي أفلام حركة وعنف. هذا متأصل في الطبيعة البشرية، حتى شكسبير فهم ان العنف يثير اهتمام الناس .
تعليقات
إرسال تعليق