دوستويفسكي _ من رواية الأبله
لغتي لا تناسب المعاني التي في ذهني ، فهي لذلك تغض من قيمتها وتفسدها .
وتلفّت فيما حوله كأنه ينتظر جواباً أو قراراً . كان الجميع يقفون في شدة الحيرة من هذه الإندفاعية المرضية التي لم يتوقعها أحد ، والتي لم يكن ثمة ما يدعو إليها على كل حال كما بدا ولكن هذه الإندفاعة كانت سبباً لوقوع حادث غريب هو أن آجلايا صاحت فجأة :
ـ لماذا تقول هذا هنا .؟ لماذا تقول هذا لهم ؟ لهم هم !
كانت تبدو في ذروة الإستياء . وكانت عيناها تسطعان . لبث الأمير صامتاً كالأخرس ، واجتاح وجهه شحوب مفاجئ . وانفجرت آجلايا تقول :
ـ ليس هنا شخص واحد يستحق أن يسمع هذه الكلمات ! إنهم جميعا لا يساوون خنصر يدك ، لا فكراً ولا قلباً ! أنت أشرف وأحسن منهم . أنت فوقهم نبلاً وطيباً وذكاء اً ! هنا أناس لا يستحقون أن يشيلوا المنديل الذي سقط من يدك الآن على الأرض ... فلماذا تُذل كبرياءك وتجعلها أدنى منهم ؟ لماذا قلبت كل شيء رأساً على عقب ؟ لماذا لا تكون لك عزّة وأنفة ؟
تعليقات
إرسال تعليق