أسطورة بيغماليون




تحكي الأسطورة أنه و قبل قرون طويلة، كان هنالك نحّات تماثيل يوناني بارع من قبرص يدعى بجماليون، كان يكره النساء، و كان يراهم مخلوقات ناقصة لا تصلح لأن يضيع وقته الثمين معهم. لكنه ولسبب ما صنع تمثالاً من العاج يمثل امرأة جميلة، ربما لأنه أراد أن يصحح نواقص النساء و يصنع نموذجه المثالي للأنوثة .. وكان التمثال جميلاً لدرجة أنه كان يبدو حقيقياً، حتى وقع النحّات في حبه، زين النحات تمثال المرأة باللباس الغالي واللؤلؤ و ألبسها أجود الأقمشة وأسماها جالاتيا، ولشدة حب النحّات لتمثاله تمنى لو تدب فيها الروح وتمنح الحياة، وذات يوم كان له ما أراد حيث حققت له الهة الحب أفرودايت أمنيته بعد ما رأت فيه من شوق و لهفة، فدبت الحياة في التمثال لتكون امرأة فائقة الحسن والجمال، حتى أحبها بيجماليون حباً جماً، لكنه بمرور الأيام، وقعت المرأة في حب شاب وسيم ولم تبادل النحات الذي صنعها الحب، فندم النحات على أمنيته، وتمنى لو تعود تمثالاً كما كانت فكان ما أراد، وما ان عادت تمثالاً حتى أمسك بفأس غليظة وأنهال على تمثال جالاتيا حتى هشمه الى قطع صغيرة وهو يبكي وينتحب حبه الضائع .. هذه الحكاية التي قد تبدو بسيطة أول الأمر فتنت الكتّاب ودفعتهم إلى سن أقلامهم وأفكارهم، وهكذا، من أوفيد إلى جان جاك روسو، ومن الإسباني جاسنتو غرو، إلى كاتبنا العربي توفيق الحكيم، جرب عدداكبيرا من الكتّاب حظه مع هذا العمل .. بل وصل الأمر إلى الموسيقيين والرسامين. ولكن الحقيقة تقول لنا إن أياً من هؤلاء لم يوصل «أسطورة بيغماليون» إلى النجاح الذي أوصلها إليه، وإن في شكل موارب، الكاتب الكبير جورج برنارد شو. ولقد زاد من أهمية «بيغماليون» وشهرتها، خلال النصف الثاني من القرن العشرين تحويلها الى فيلما عنوانه «سيدتي الجميلة» مثلت فيه الجميلة أودري هيبورن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش