شارب الأبسنث / للفنان التشيكي فيكتور أوليفا


 

رغم شهرة هذه اللوحة ، فإن فيها جانبآ غير مألوف وهو أنها غير موجودة في متحف أو صالة لعرض الأعمال الفنية ، وإنما في مقهى تاريخي مشهور يقع في وسط "براغ " عاصمة جمهورية التشيك . اللوحة تتحدث عن مشروب يسمى " الأبسنث " ( وبالعربية الشيح أو شجرة مريم ) يستخلص من نبات ذي رائحة عطرية ومذاق شديد المرارة ، ينمو عادة في المناطق الصخرية والصحراوية  . وقد ذكره الطبيب الفيلسوف ابن سينا في بعض كتبه ، وكان يصفه لمرضاه كعلاج لبعض اعتلالات الجهاز الهضمي . غير أن النبات يكتسب خواص مسكرة إذا ما تم خلطه بأعشاب ومواد أخرى عن طريق التقطير  . الرسام " فيكتور أوليفا " اعتاد تعاطي " الأبسنث " في مقهى ( كافية سلافيا ) في " براغ " .... بعض الفنانين وصفوا تأثير " الأبسنث " بأنه يجلب حالة من السكر الشفاف الذي يفتح الذهن ويصفي الحواس ويحفز شاربه على الدخول إلى عالم الأفكار والتأملات العميقة . وقد عرفه الانطباعيون الفرنسيون الذين كانوا يجلبونه من السوق السوداء حيث كان يباع سرآ بعد أن تم حظره عقب تسببه في بعض حالات العنف والهلوسة وحتى الانتحار . يروي " أوليفا " أنه كان جالسآ ذات يوم في المقهى مع صديقة يتناولات الشراب . وعندما أمسك بالكأس ونظر خلاله رأى صورة المرأة الجالسة وقد اتخذت هيئة جنية خضراء بدت وكأنها تسبح داخل الكأس . وقرر " أوليفا" أن ينقل هذه الصورة الذهنية على الورق ، فرسم نفسه جالسآ إلى طاولة في المقهى كما رسم المرأة بعد أن تحولت إلى طيف إمرأة خضراء . الذي يتمعن في هذه القصة لابد وأن يتخيل طبيعة " الأبسنث " ومايقال عن تأثيره الفتاك على عقل ووعي من يتناوله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش