قطيع الماشية \ فريدريك نيتشه


 


 ‏تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس و اليوم، إنه يتقافز، و يأكل، ويسترخي و يجتر ما يأكله، ثم يتقافز مرة أخرى، وهكذا من الصباح حتى الليل ومن نهار إلى نهار، مقيداً باللحظة وسرورها أو استيائها، وبالتالي لا هو بكئيب، و لا يشعر بالملل.

هذا مشهد صعب على الإنسان رؤيته، فعلى الرغم من أنه يحسب أنه أفضل من الحيوانات لأنه إنسان، فإنه لا يسعه إلا أن يحسدها على سعادتها ، فما تملكه، حياة لا تشعر بالملل أو الألم، و هذا هو ما يريده بالضبط، ومع ذلك لا يستطيع الحصول عليه لأنه يرفض أن يكون كحيوان.‏

قد يسأل إنسان حيواناً: "لماذا لا تتحدث معي عن سعادتك، بل تقف و تحدق إلى وجهي فقط؟".

سيود الحيوان أن يجيب قائلاً: " هذا لأنني دائماً ما أنسى على الفور ما أردت أن أقوله"، لكنه نسي حينها هذه الإجابة أيضاً، وظل صامتاً: تاركاً الإنسان لدهشته.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية