الإحساس بالنهاية \ جوليان بارنز
حين تكون في العشرينات حتى ان كنت مشوشا وغير متأكد من أهدافك وغاياتك، فإن لديك حسا قويا بمعنى الحياة نفسها، وبماهيتك في الحياة وبما يمكن أن تصير عليه. فيما بعد.. فيما بعد هناك المزيد من عدم اليقين، المزيد من التداخل، المزيد من التراجع، المزيد من الذكريات الزائفة. في الماضي يمكنك أن تتذكر حياتك القصيرة بأكملها، فيما بعد تصبح الذاكرة شيئا من الخرق والرقع. فهي إلى حد ما تشبه الصندوق الأسود في الطائرات الذي يسجل ما يحدث في حالة التحطم. إن لم يحدث شيئا خطأ، فإن الشريط يمحو نفسه. وهكذا إن تحطمت، يكون واضحا لم حدث ذلك، إن لم تتحطم فإن منطق رحلتك يصبح أقل وضوحا أو سوف أعبر عنها بطريقة أخرى، ذات مرة قال أحدهم إن الأزمان المفضلة لديه في التاريخ هي تلك التي تشهد إنهيارا لأن ذلك يعني أن شيئا جديدا في طور الولادة. هل هناك منطق في هذه المقولة إن طبقناه على حياتنا الفردية؟ أن تموت عندما يولد شيء جديد، حتى ان كان ذلك الشيء الجديد هو أنفسنا ذاتها؟ لأنه كما التغيير السياسي والتاريخي سوف يكون مخيبا للآمال آجلا أو عاجلا، فإن الحال كذلك بالنسبة إلى البلوغ. وكذلك الحال بالنسبة إلى الحياة. أعتقد أن الهدف من الحياة هو أن تصالحنا مع خسارتها في النهاية عن طريق إنهاكنا، أن تثبت لنا مهما استغرق ذلك من وقت أن الحياة ليست ما توقعناه في البداية.
تعليقات
إرسال تعليق