لوحة The Human Condition \ رينيه ماغريت
لوحة "The Human Condition"
للفنان البلجيكي الشهير رينيه ماغريت رسمها سنة 1933
في أول نظرة نلقيها على اللوحة، تظهر لنا على انها مجرد لوحة عادية تصور مظاهرطبيعية، لكنها أعمق من ذلك .. بكثير. اثنان من المواضيع المفضلة لماغريت كانا "الwindow painting" و "painting within a painting"، هنا يقوم بجمع الثيمتين معا بطريقة عبقرية لتعطي معنى أكثر عمقا و فصاحة.
ماجريت كان مهووس بفكرة الrepresentation أو إزاي الفنان أو أي شخص عادي بينقل نظرته عن العالم الخارجي. في اللوحة مثلاً واضح إن مفيش تواصل بشكل مباشر مع المشهد الطبيعي لأنه متشاف من داخل مكان (جسم الإنسان) ومن خلال فتحة على العالم الخارجي (العين). ومش بس مفيش تواصل مباشر مع العالم الخارجي، ده كمان الصورة اللي بتوصلنا من خلال العين (الشباك\الباب) بتتغير وتترسم بشكل تاني وتتعرض في دماغنا على إنها هي نفسها المنظر الطبيعي وعلشان كده اللوحة المرسومة بتعوض اللي مفقود من المنظر الطبيعي وبتحجبه في نفس الوقت.
وكأن ماجريت بيقولنا إن الإنسان عمره ما هيقدر يشوف الواقع كما هو لإنه متأثر أولاً برؤيته المحدودة (محدودية العين المتمثلة في الشباك والباب) وثانيًا بالوعي والذاكرة اللي بيغيروا الواقع وبيعرضوه على إنه واقع.
ده غير إن الوعي أو الذاكرة بيقدمولنا الواقع بصورة رمزية (اللوحة) مهما كانت شكلها واقعي لإن الإنسان مبرمج على خلط الرمز بالواقع.
تعرض اللوحة حامل قماش الرسم موضوع قبالة نافدة، حاملا لوحة بدون إطار لمظاهر طبيعية تتكامل بطريقة دقيقة مع الصورة الطبيعية في الخارج.
في الوهلة الأولى، يفترض المرء تلقائيًا أن الرسم على الحامل يصور جزءًا من المشهد الطبيعي خارج النافذة الذي يقوم الحامل باخفائه عن الأنظار، لكن و بعد قليل من التأمل، يدرك المرء أن الافتراض بأن ما في الخارج حقيقي و أن الرسم على الحامل هو تمثيل لتلك الحقيقة" خاطئ، في الحقيقة لا يوجد أي فرق بينهما، فكلاهما ينتميان لنفس اللوحة!
ماغريت يصف ببراعة حالتنا البشرية التي تتجلى في ضرورة تقسيم كل شيء الى صحيح و كاذب، حقيقة و خيال.
تعليقات
إرسال تعليق