المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

ليس عليك أن تخاف من الموت؟ إبيقور

صورة
  تخيل جنازتك. كيف ستبدو؟ من سيكون فيها؟ ماذا سيقولون؟ لا بد أن ما تتخيله هو من منظورك الخاص. يبدو الأمر كما لو أنك ما زلت موجودًا هناك تشاهد الأحداث من مكان معين، أو ربما من الأعلى، أو على مقعد بين النادبين. الآن، يعتقد بعض الناس أن هذه إمكانية جدية، أننا في وسعنا بعد الموت أن نبقى على قيد الحياة خارج الجسد الفيزيقي باعتبارنا نوعًا من الروح التي قد تكون قادرة حتى على رؤية ما يجري في العالم. لكن بالنسبة إلى من يعتقد منا أن الموت ختامي، فثمة مشكلة حقيقية. في كل مرة نحاول فيها تخيُّل أننا غير موجودين، فعلينا فعل ذلك عبر تخيل أننا موجودين، ونشاهد ما يجري في حين أننا غير موجودين. سواء أكنت قادرًا على تخيل موتك الخاص أم لا، فيلوح أنه من الطبيعي كفايةً أن تكون في الأقل خائفًا قليلًا من عدم الوجود. من ذا لن يخاف من موته الخاص؟ إن كان ثمة أي شيء ينبغي لنا أن نكون قلقين حياله، فهو هذا بالتأكيد. يبدو معقولًا تمامًا أن تغتمّ حيال عدم الوجود حتى لو كان هذا سيحصل بعد سني عديدة. إنه أمر غريزي. قلة من الناس على قيد الحياة لم تفكر قطّ في هذا عميقًا. جادل الفيلسوف اليوناني القديم إبيقور (270-341 ق....

معرفة النفس \ العلم المرح "نيتشه"

صورة
  يقول نيتشه في العلم المرح : ننسى دائماً أن أشياء كبيرة وأشياء جميلة كثيرة لا ينبغي النظر إليها إلا عن بعد ، ومن الأفضل من تحت ، لا من فوق ، هكذا فقط يمكنها أن تحدث تأثيراً ،  ولعلك تعرف أناساً من حولك لا يحبذون النظر إلى أنفسهم إلا عن بعد ، كي يشعروا بأنفسهم محتمَلين أو جذّابين، أو مانحي قوّة .. إن معرفة النفس هي ما لا ينبغي أن ننصح به هؤلاء الناس ! برأيي ما طرحه هو واقعي جداً ، معرفة النفس سلاحاً ذو حدين ، فالغوص العميق في الذات قد يكشف ضعفها، تناقضاتها و هشاشتها ، وربما زيف بعض القناعات التي يبني عليها الإنسان صورته عن نفسه، وهذا قد يكون صادماً ومدمراً للبعض، خاصةً أولئك الذين يستمدون قوتهم من وهم صنعوه عن أنفسهم ، لذا الافضل بالنسبة لهؤلاء هو النظر إلى أنفسهم  عن بعد ، حيث تبدو صورتهم أكثر قوة وجاذبية.. ارى أن نيتشه هنا يرفض الفكرة الشائعة بأن معرفة النفس دائماً مفيدة، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يعيشون على مسافة ضرورية من حقيقتهم، لأن الاقتراب أكثر قد يجعلهم ينهارون أو يفقدون قدرتهم على التأثير في الآخرين ، وكأن هناك من يحتاج إلى الوهم ليبقى متماسكاً .. و يبدو ايضاً أ...

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

صورة
  الأبعاد الفلسفية لفيلم  أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل يحمل فيلم أنا لا أكذب ولكني أتجمل أبعادًا فلسفية عميقة تتعلق بالهوية، والحقيقة، والمظهر الاجتماعي، والصراع الطبقي. يمكن تحليل الفيلم فلسفيًا من عدة زوايا: 1. جدلية الحقيقة والمظهر يطرح الفيلم سؤالًا فلسفيًا حول العلاقة بين الحقيقة والمظهر، وهو سؤال شغل الفلسفة منذ أفلاطون حتى الفلسفة المعاصرة. بطل الفيلم، حمدي، يجد نفسه عالقًا بين واقعه الحقيقي وهويته الزائفة التي صنعها ليحظى بالقبول. هنا يظهر تأثير الفلسفة الظاهراتية (Phenomenology)، حيث يكون للظاهر قوة في تشكيل العلاقات الاجتماعية، حتى لو كان مخالفًا للحقيقة. 2. الهوية والاغتراب حمدي يعيش حالة من الاغتراب (Alienation)، وهو مفهوم ناقشه هيغل وماركس. إنه مغترب عن ذاته الأصلية، حيث يضطر إلى خلق هوية مزيفة ليتكيف مع محيطه. هذا يعكس إشكالية الوجود للذات مقابل الوجود للآخر عند سارتر، حيث لا يكون الإنسان ما هو عليه، بل ما يراه الآخرون فيه. 3. الصراع الطبقي وإشكالية العدالة الاجتماعية الفيلم يبرز بشكل واضح الصراع الطبقي، حيث يجد حمدي نفسه مضطرًا إلى التزييف بسبب فجوة اقتصادية ضخمة ...

لوحة "حوار تحت الأرض" لستيفانو دي ستاسيو (1991)

صورة
  دي ستاسيو معروف بأسلوبه الذي يمزج بين الواقعية والسريالية، مما يجعل لوحاته تبدو وكأنها مشاهد من حلم أو قصة غامضة غير مكتملة. في هذه اللوحة، نجد رجلًا وامرأة في ممر ضيق تحت الأرض، محاطين بأنابيب معدنية ومياه تجري بجانبهما. المشهد يثير التوتر، وكأنهما في موقف خطر أو يعيشان لحظة حاسمة. المرأة تمسك بمصباح يدوي، مسلطة ضوءه نحو فتحة، بينما يرفع الرجل يده أمامها كما لو كان يحاول إيقافها أو تحذيرها من شيء ما. لكن اللافت أن يده الأخرى تمتد داخل فتحة في الجدار، وكأنه يبحث عن شيء أو يحاول الوصول إلى شيء مجهول. هل يحاول فتح باب سري؟ أم أنه يتجسس؟ أم أن ما وراء الجدار أهم مما نراه أمامنا؟ الإضاءة الخافتة للمصابيح، المساحة الضيقة، والمياه المتدفقة كلها تضيف شعورًا بالحصار والقلق. كل عنصر في اللوحة يبدو وكأنه يحمل معنى خفيًا، لكن لا إجابة واضحة. إنها واحدة من تلك اللوحات التي تتركك مع تساؤلات أكثر من إجابات، مما يجعلها مشهدًا يثير الفضول ويشعل الخيال.