ذكرى ميلاد صمويل باركلي بيكيت / توم درايفر



 اليوم تحلُ ذكرى ميلاد صمويل باركلي بيكيت من النافذة الشاسعة التي لا تطل على شيء، وقد تطل على كل شيء، يمكن أن نلتقي بيكيت، فمسرح بيكيت هو مسرح الوحدة، وحدة الإنسان إزاء مصيره وقدريته، وإزاء عالم فقده وفردوس يتفقد موته باستمرار. كل شخصيات بيكيت وحيدة تعيش في مونولوج أبدي، حتى الحوار عندها يُفضي إلى المونولوج. إلى الصمت. والرفقة ذاتها تعبير عن الوحدة، أكثر مما هي تعبير عن اللقاء. كأن شقاء الإنسان كفرد ربما، يحتاج أحياناً إلى شاهد. ولا معقولية الوجود، تحتاج أحياناً إلى شاهد. أنه يجسد العجز المطلق، للانتظار، وتالياً اللا انتظار. فلماذا البحث عن أحداث جديدة أو عن شخصيات جديدة أو عن كلام أكثر، ما دامت المواصفات والأزمنة والأمكنة متشابهة، بل ما دامت الأشياء تتنفس في عدميتها النهائية. هذه العدمية النهائية كأنها القدرية الطائشة الملتبسة، التي تفقد الإنسان إمكانية أن يقرر أو يختار أو أن يلتزم حرية أو درباً جديداً، إنه اليأس! ربما. العجز! ربما. الشروط الإنسانية الفاسدة في جواهرها! ربما. وعندما تموت الأفكار، وتبتئس العواطف. فأية حركة تجدي، وأي جسد يجدي، الوحدة؟ في أقصى دركاتها، في أسفل دهاليزها. فماذا يمكن أن نقول أمام العجز والشقاء والبؤس والوحدة والفراغ، أي أمام التفاهة اللامعة في الشرط الإنساني أي إزاء البلية الكونية وهذا الخراب المعمم. - من مقابلة توم درايفر صيف 1961  .
يقول بيكيت "التشوش ليس من اختراعى. لا يمكننا متابعة حديث لخمس دقائق بدون أن نلاحظ التشوش بوضوح. إنه حولنا فى كل مكان وفرصتنا الوحيدة الآن هو أن نتقبله. فرصتنا الوحيدة للإصلاح هو أن نفتح أعيننا لنرى الفوضى. إنها ليست فوضى من الممكن أن نتعقلها."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش

على الطريق \ فريدريك نيتشه

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

كتاب مت فارغا \ تود هنري

تسلية أنفسنا حتى الموت \ نيل بوستمان

عندما تحب روحًا عتيقة \ لويزا فليتشر