البؤساء \ فيكتور هوجو
وليس أقدر على ترصد أعمال الناس من أولئك الذين لا تعنيهم تلك الأعمال. إنهم يتعبقون هذا الرجل أو تلك المرأة أياماً بكاملها ويقفون موقف الحرس ساعات بطولها في زوايا الشارع، تحت أبواب الأزقة ،في موهن الليل، وقد استبد بهم البرد وأصابهم المطر، من أجل ماذا؟
للاشيء. مجرد توق إلى النظر، إلى المعرفة، إلى النفاذ إلى الأشياء. مجرد رغبة عارمة في القال والقيل، وكثيراً ما يؤدي الكشف عن هذه الأسرار ونشر هذه الخفايا،وبسط هذه الأحاجي في وضح النهار إلى كوارث، إلى مبارزات، إلى افلاسات، إلى خراب أسر، إلى اشقاء نفوس ،ليغتبط أعظم الاغتباط أولئك الذين ((اكتشفوا شيء)) من غير أن تكون لهم مصلحة ما، وبدافع من الغريزة ليس غير، شيء محزن!
وبعض الناس تأتيهم النزعة إلى الشر من مجرد حاجتهم إلى الكلام.
إن حديثهم ، وإن سمرهم في الصالونات، وإن ثرثرتهم في غرف الانتظار هي أشبه ما تكون بتلك المواقد التي تستنفذ الحطب على نحو سريع. إنهم في حاجة إلى مقدار كبير من الوقود. وما ذلك الوقود غير جارهم.
.
تعليقات
إرسال تعليق