الكهف \ جوزيه ساراماغو


يحيلنا ساراماجو منذ افتتاحية الرواية إلى أسطورة كهف أفلاطون فى كتابه "الجمهورية": يا لغرابة المشهد الذى تصفه، ويالهم من سجناء مستغربين أنهم مثلنا.

فأمثولة "أفلاطون" حول طبيعة الإنسان تصور أن هناك كهفا تحت الأرض له مدخل طويل يمر منه النور وفى الكهف أناس سجنوا فيه منذ طفولتهم.

أرجلهم وأعناقهم مقيدة تضطرهم إلى البقاء ثابتين لا ينظرون إلا أمامهم ووراءهم وفى موضع أعلى من موضعهم ضوء نار مشتعلة بعيدا عنهم وبين النار والمقيدين توجد دكة مرتفعة وعلى امتداد الدكة أقيم جدار منخفض مثل الحاجز الذى يفصل بين جمهور المشاهدين والمقيدين والمشعوذين الذين يعرضون ألعابهم.

أمثولة ساراماجو تتمثل فى أن الإنسان المعاصر يعيش الوضع نفسه الذى يعيش فى شخوص أفلاطون المقيدين، فهو يقضى وقته محبوسا فى غرف ضيقة، يتأمل صورا على شاشات التليفزيون والكمبيوتر، بعيدا عن الاتصال المباشر بالطبيعة أو بأمثاله من البشر، ولهذا تختار أسرة "أليجور" التى تدور حولها أحداث الرواية التخلى عن كل شىء والخروج فى رحلة بلا وجهة معروفة ودون معرفة كيف وأين ستنتهى.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دفاعا عن الجنون \ ممدوح عدوان

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

السمان والخريف \ نجيب محفوظ

معضلة القنفذ \ ‏Hedgehog's dilemma

الوجود مُعاناة

المرأة والعاطفة الشخصية

معضلة سفينة ثيسيوس

قدرة الحيوانات البرية على التعافي من الصدمات بشكل طبيعي بينما يعلق البشر غالبًا في دوامة الصدمات النفسية

رجل في الوسط \ أحمد خالد توفيق