الكوميديا الإلهية \ دانتي أليغييري
الأنشودة الأولى ..
وسط طريق حياتنا , أفقت لأجد نفسي في غابة مظلمة
و قد ضللت سواء السبيل ..
لا أجدني قادرا على وصف هذه الغابة الموحشة , القاسية .
التي جسدت في ذكراي الخوف ..
بهذه الكلمات بدأ دانتي رحلته في الغابة السوداء , التي ترمز للضياع و المعصية , يعتمد "دانتي" في أسلوبه الروائي الشعري على ترميز قد لا يمكن الإحاطة بمجمله دون قراءة لما وراء هذه الأسطر الموردة ..
فبقوله "وسط طريق حياتنا" يقصد السن الخامسة و الثلاثين , وهي نصف الحياة المتوقعة في الإنجيل لكل بشري ..
و الظلام المطلق بعد الإفاقة إشارة إنجيلية أخرى عن المعصية و ضياع صواب الطريق ..
بعدها سقطت عينا دانتي على التل الذي يحفه نور الشمس "كناية عن الهداية" , و أراد الذهاب إليه ليقف في طريقه الوحوش الثلاث "الأسد , الفهد , و الذئبة " و الذين يرمزون للذنوب الأرسطية " العنف , الحقد , التساهل" ..
في خضم اليأس قابل دانتي الشاعر الروماني فيرجيلو الذي قال له أنه لا يستطيع إكمال دربه هذا لأنه لا توجد قوة كافية للتخلص من هذه الوحوش " لمحة رمزية أنه لا يستحق بلوغ طريق الهداية لانغماسه بالمعصية و عدم بلوغه الخلاص بعد" و أشار عليه أنه سيأخذه في رحلة عبر الجحيم و المطهر ...حتى يتعرف على طبيعة الضلال و الخطيئة , و سيتركه في رعاية من هو أفضل منه ليقوده عبر الفردوس ...
و هكذا ابتدأت رحلة دانتي عبر عوالم الآخرة الثلاثة .
تعليقات
إرسال تعليق