هل خلقنا الله لذلك \ أحمد بهجت
نحن نوجد فقط حين تؤدي عملاً لا نحبه أيضاً توجد حين لا نرى حولنا غير المناظر العتيقة وجدران المدينة القديمة والأحلام الميتة والآمال الصريعة والشوارع المألوفة والغرف والأثاث والثياب ، نحن نوجد فقط حين لا نرى جديداً في الحياة ، وحين نفقد القدرة على الأحلام أو التمرد على الحب. هذا كله يندرج تحت درجة من درجات الوجود . إنما نحيا حين نحب. وحين تكون عرضة للخطر ، وحين نفكر في الجبال والبحار والنجوم ونحاول إخضاعها بالعلم أو بالشعر ، نحن نحيا حين نلعب وحين نحلم وحين نضحك من قلوبنا ، أيضاً نحس بالحياة حين نكون بمحضر حزن صادق ..
ومعظم الناس يوجدون فقط، وقليل منهم يحيا ، ولكي يكون المرء أن يملك القدرة على أن يستقل بعقله عن البيئة المادية وهموم الحياة ومشاغلها .. ومعظم النوع الإنساني مغموس تماماً في مشاكله ، وليس لديه وقت ليفكر في أحلامه ، إنما يعيش مثل وحوش الغابة في صراع دائم من أجل قطعة اللحم وقطعة الأرض .
وتشترك الدواب مع وحوش الغابة في انصراف همتها لقطعة الأرض وما فوقها من الكلاً . ويشترك عديد من الناس الدواب في انصراف مع همهم للقمة الخبز.
هل خلقنا الله لذلك؟
من( مذكرات صائم )
تعليقات
إرسال تعليق