من آخر مقابلات المحلل النفسي سيغموند فرويد


 


بصراحة لا أرغب في الخلود. عندما يتخيلُ المرء كُل تلك الأنانية وراء السلوك البشَري فإنهُ لا يرغبُ في أن يُولد من جديد. يسُرني أن أعرف أن مرض الحياة الأبدية قد انتهى أخيراً. حياتنا تتكون من سلسلة من الالتزامات. إنه صراع لا نهاية له بين الأنا وبيئتها، الرغبة في إطالة عمر الحياة الطبيعية تبدو سخيفة، لا يوجد سبب يجعلني أرغب في العيش أطول، أنا سعيدٌ لحدٍ ما لأنني أُقدّر غياب الألم للحظات ما يجعلني أستمتع بملذات الحياة الصغيرة بجانبِ أطفالي وزهوري.

‏من الممكن أن الموت بحد ذاته ليس ضرورة بيولوجية. ربما نموت لأننا نريد أن نموت، كما الحال في أعماقنا، قد تعيشُ الكراهية والحُب معاً في قلب شخصٍ ما، كذلك الحَياة؛ ‏تتعايشُ الرغبة في الموت والرغبة في الحياة في داخلنا، الموت هو شريك الحبّ، معاً يحكمون العالم. لقد افترضت في أصل التحليل النفسي أن الحبّ هو الأكثر أهميّة، نحنُ نعرف الآن أن الموت مهمّ بالقدر نفسه. لكن كلّ الكائنات -مهما كانت نارُ الحياة تحترق بداخلها- تميل إلى السَكينة، وتريدُ أن تُشفى من حمّى "الحيَاة" من خلال الموت.

ربما يمكننا التغلب على الموت، لولا الحليف الذي بداخلنا، لذلك يُمكننا القول أن كلّ موت: هو انتحار سرّي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

رسالة دوستويفسكي إلى اخيه ميخائيل بعد أن نجى من الاعدام بأعجوبة

قبل بزوغ الشمس \ فريدريك نيتشه

الإرتباك الوجودي الذي ينجم عن حالة الملل

على الطريق \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

كتاب مت فارغا \ تود هنري

هل الوعي حرٌّ؟ آناكا هاريس

الجمر البري \ نيكيتا جيل

تجنب الألم \ فيليب فان دان بوسش