المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٤

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

صورة
   قرد في الأكاديمية، الذي نشره فرانز كافكا عام 1917، عبارة عن قصة قصيرة تحكي شهادة قرد يُدعى روتبيتر تم أسره في أفريقيا، وهو يحكي لأكاديمية علمية عن رحلته نحو الأنسنة.  تم القبض عليه من قبل الرجال، ووضعه في قفص وأجبر على التكيف مع حياة العبد.  وللهروب من حالة السجن والتعذيب، يبدأ بتقليد السلوك البشري، ويتعلم الكلام، والمشي منتصب القامة، والتصرف مثلهم.  ومع ذلك، فإن هذا التعلم ليس ارتفاعًا روحيًا، بل هو عملية بقاء.  لا يسعى روتبيتر إلى الحرية بالمعنى المثالي، بل يبحث عن هروب عملي من المعاناة، والذي يرمز إليه باندماجه في المجتمع البشري.  يصبح كائنًا في منتصف الطريق بين الحيوان والإنسان، ويفقد جوهره القرد بينما لا يصبح إنسانًا كاملاً أبدًا.  التأمل الأدبي  يستكشف كافكا العديد من المواضيع العميقة هنا المتعلقة بالعزلة والحرية والاستيعاب والطبيعة البشرية.  إن شخصية القرد ذات الطابع الإنساني هي قصة رمزية قوية للتكيف القسري مع الثقافة السائدة، حيث يجب على الفرد التضحية بهويته من أجل البقاء.  إن فقدان الهوية هذا هو فكرة كافكاوية نموذجية، حي...

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

صورة
  لا توجدُ غايةٌ مؤكدةٌ لكونكَ حيًّا. فكّرْ مليًّا. لا توجدُ غايةٌ مميَّزةٌ أو حقيقيَّةٌ لكونكَ حيَّا. لماذا أنتَ هنا على أيّة حال؟ ما الّذي فعله الإنسانُ على هذهِ الأرض؟ ما الّذي حقَّقه الجنسُ البشريُّ حتى بقديسيه وحكمائه؟ جاءتْ حضاراتٌ ورحلت، وأينَ نحنُ الآن؟ نعتقدُ أنَّنا مهمون. مَنْ نعتقدُ أنفسنا؟ نولدُ، نختبرُ أشياءَ عديدةً، نعملُ، نجني الكثيرَ منَ المالِ ربما، ثمَّ نشيخُ ونموت. إذنْ ما الغايةُ الحقيقيَّةُ مِنْ هذا كلِّه؟ ليس ثمة غاية. نحنُ لا شيء. ليس لديكَ أيُّ سببٍ لتكونَ موجودًا. في الواقع، أنتَ غيرُ موجودٍ. لم توجدْ حقًا قطَ. كلُّهُ نكتةٌ كونيَّة. ما مِنْ عِلَّةٍ وراءَ أنْ تكونَ حيًّا وتكونَ هنا. قد يبدو الأمرُ إهانةً- إنَّه كذلك! لكنَّها الحقيقةُ والحقيقةُ مؤلمة. قَدْ تظنُّ أنَّكَ مهم، أنَّك جئتَ إلى الأرضِ لتحقِّقَ غاياتٍ عظيمةً، أو لتستنير. هذا غيرُ صحيح. الاستنارةُ حاضرةٌ هنا سلفًا ولا تحتاجُك. أنتَ غيرُ مرغوبٍ فيه مِنْ قِبَلِ أيِّ شيءٍ أو أيِّ أحدٍ. أنتَ فشلٌ ذريع. في الحقيقةِ لا يوجدُ -أنت-. يجعلكَ وهمُ وجودكَ تعتقدُ أنَّكَ مهم، أنَّكَ أحدٌ ما. لهذا نتحدث كثيرًا عن ...

مُرعبٌ هو التقدم في العمر \ كلينت استوود

صورة
  الممثل الأمريكي كلينت استوود البالغ من العمر 95 سنة، قال في كلمة مؤثرة له مؤخراً. "مُرعبٌ هو التقدم في العمر أليس كذلك. ها أنتم ترون كل شيء بأعينكم. عظام لا تتحرك بلُيونة، ونظر العينين متعبٌ لهما الضوء، والرئتين تغتَنمان فُرصة الراحة من البحث عن نفسٍ متعب جداً.. لكن المُرعب والمُتعب أكثر هو حين تبلغ التسعين سنة ولا تجد أحداً  مِن مَن تُحبهم بقربك يستمع بتذمرٍ لقصص تاريخك المليء بالبطولات الوهمية، وأنت تعلم أنه غير مهتم، لكن تستمتع ؛ كجد، في نقل ما تراه مناسباً لأحفادك. مرعب أن تكون وحدك بعد أن كان الجميع يبحث عنك، وفي الأخير، بعد قضاء عمرك بحثاً عن الضوء، لم تفز بأسرة، وعشت في الظلام حين احتجت ليدٍ تدلّك على الضوء؟! اهتموا بتكوين أسرة. فالجري خلف الشهرة كالرماد الذي نفخت فيه الرياح..  فلا هو أشعل ناراً.  ولا هو ظلّ ثابتاً في مكانه"

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية

صورة
  «أوهام العقل»... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» رواية «أوهام العقل» للكاتب الهولندي جي برنلف بأنها «حكاية رائعة ومروعة إلى درجة أننا نشعر بمرافقة بطلها مارتن في تدهوره ليس كمراقبين، ولكن كمشاركين في مأساته». وصدرت مؤخراً عن دار «الكرمة» بالقاهرة ترجمة هذا العمل على يد أمينة عابد، كنص حميم ومؤثر عن التدهور الدراماتيكي الذي يعانيه رجل مسن يصاب بمرض ألزهايمر في سردية تستمد قوتها من الصوت الفريد والرائع للرجل نفسه، ولهذا السبب ما زالت من أكثر الروايات قراءة في الأدب الهولندي وبيع منها أكثر من 750 ألف نسخة، كما تُرجمت إلى العديد من اللغات وتحولت إلى فيلم سينمائي. يعيش السبعيني مارتن كلاين في البداية بذهن حاضر وإن كان مرهقاً مع زوجته في ولاية ماساتشوستس الأميركية، وُلدا في هولندا وتحملا بصعوبة الاحتلال النازي لها قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة. وفي حين أن مارتن اعتبر نفسه لفترة طويلة شخصية «هامشية» اجتماعياً وحياته العائلية «غير مبهرة»، فإن له قدرة متميزة على الملاحظة والإدراك حتى مع تدهور حالته الصحية: «يبدو أنني أفقد كلماتي مثلما يفقد شخص دمه»....