أحس بالخجل الآن \ إيفان غونتشاروف

 



أحس بالخجل الآن، و أنا أتذكر كيف كنت أقدم نفسي معذبا يلعن حظه في الحياة. أجل، كنت ألعن حظي! يا له من جحود!

 كم أدركت متأخرا، أن العذابات تطهر النفس، و أنها وحدها. التي تجعل الانسان مقبولا من نفسه و من الآخرين، وتسمو به عاليا.

أعترف الآن ، أن الإنسان الذي لم يعرف العذاب لا يمكن أن يستوعب الحياة بكل غناها و عمقها: ففي العذاب أجد يد صانع ماهر ، يلقي على كاهل المرء مهمة لا تنتهي، أن يسعى قدما الى الأمام، ليبلغ ما هو أسمى من الهدف المنشود، في كل لحظة صراع ضد الأوهام، و الآمال الخائبة و العقبات الصعبة المضنية. 

أجل، أنا أدرك الآن، كم هو ضروري هذا الصراع و هذا العذاب من أجل الحياة، فلولا الصراع و العذاب، لما كانت الحياة حياة، بل ركودا و حلما .... بانتهاء الصراع، تنتهي الحياة ذاتها، فمادام الإنسان يحب و يستمتع و يتعذب و ينفعل و يناضل  من أجل قضيته، فهذا يعني أنه يعيش!. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية