مستوحي من رواية جوستن لعنة الفضيلة \ الماركيز دو ساد
"لقد مات الإله ونَحنُ مَن قتلناه" قالها "نيتشة" وقد كان يقصد بأننا قد قتلنا كُل ما يوحي بأننا بشر وقد تخلّينا عَن الفضيلة والقينا بِها في غيابة الجُبّ وارتدينا ثوب الوحشية والرذيلة
يقولون عَن "نيتشة" بأن إلحاده كان أقرب للإيمان , إن الشّك إذا تغلّف بالحِكمة والتدبُّر فإنه يقودك إلىَ الإيمان , هل كان "نيتشة" مُلحداً أو مؤمناً؟
في مرحلة ما مِن مراحل العُمر نفقد الإيمان بِكُل شيء ونفقد الثقة في جميع مَن حولنا, وتِلك المرحلة غالباً ما تأتي بَعد الثلاثين وإن أتَت قبل ذلك فتِلك مآساة , هل جرّبتي ذلك الشُعور؟ هل مرَرتي بِتلك المرحلة؟ أتمنىَ يا عزيزتي ألا تُجرّبيه فهو شُعور مؤلم .
"ماركيز دو ساد" كان مُختلاً وشهوانياً ومُنحرف جنسياً وقد قضىَ الكثير مِن حياته في مصَحّة نفسية ولكنه كاتب بارع ولا يُمكن إنكار ذلك, كان "الماركيز" يُعذّب أبطال قِصصه بوحشيّة مُفرطة وهذا ما ظهر في رائعته الشهيرة "جوستين" تِلك الفتاة التي إُغتُصبت عشرات المرّات كان صوت صراخها يكاد يعانق عنان السماء كانوا ينهشون لحمها كالذئاب لقد تذكرت يا عزيزتي. هيباتيا فيلسوفة الإسكندرية والراهبان يسلخون لحمها بإصداف البحر .جوستن الطاهرة ...تلقّت الكثير مِن التعذيب والجلّد ولكنها ظلّت مُتمسّكة بالفضيلة إلىَ أن احترقت في النهاية مثلما تمسكت هيباتيا بالحقيقة وحرقوها ايضا. وبالنهاية كتب لها "الماركيز" إعتذار في الصفحة الآخيرة إيماناً مِنه بأنها علىَ حق وأن البشر يكرهون مَن مِثلها و يُفضّلون طريق الرذيلة ( إيتها الطاهرة بزمن قذر )......كانت فتاة طاهرة بزمن متسخ وبشر أكثر قذارة مما لا تتخلين , لقد أظهرت الرواية الجانب المُرعب مِن النفس البشرية.
أعلم يا عزيزتي بأنكِ تكرهين "نيتشة" و "الماركيز" ولا تقرأين لهما وتُفضّلي قِراءة الروايات العاطفية ذات النهايات السعيدة
عزيزتي.... أرجوا أن تتحمّلي رسائلي الجافّة وأن تتحلّي بالصبر فسوف يَصلكِ الكثير مِنها وهذا لأن الشياطين تلهوا داخل عقلي المُشتّت ولا سبيل لإخراجها سوىَ بالكتابة إليكِ فإن قرأتي رسائلي فذلك كرمٌ منكِ, وإن أحرقتيها فلسوف أكون مسروراً. ولاني أشتم رائحة جسدك من خلال رسائلك
وإلىَ أن تصِلكِ رِسالتي القادمة لكِ مَودّتي وحُبّي واحترامي.
تعليقات
إرسال تعليق