Amadeus (1984)
في رواية "إبنة القس" لجورج اورويل فقدت دوروثي إيمانها بدون مقدمات، لكنها في نفس الوقت لم تفقد حاجتها الروحية للإيمان، نقطة تحول كانت و لا تزال تزداد جدلية كلما تمعن المرء في أمرها، و رغم عديد التبريرات إلا أن التفسير الأكثر منطقية كان جملة تحمل بداخلها سخرية كبيرة و كانت علي لسانها تمر ( ربما فقدت الإيمان مثل طفل توقف عن الإيمان بوجود الجن)، ربما يكون ذلك الجواب كافي حتي مرحلة ما و مُرضي كذلك لكن عندما تُثار القضية مرة أخري سيبحث العقل عن جواب يُرضى ربما يجده او لا لكن الحقيقة أنه لن يتخطاه بتلك السهولة، و لن تكون السهولة متمثلة في الشق الثاني من المعضلة و هي الحاجة الروحية الملحة للإيمان حيث و أن كل إنسان يبحث عن الإيمان بفكرة أو غيرها، و فكرة أن تحيا بلا إيمان تبدو مرعبة و مفزعة و في أغلب الأحيان لا يتقبلها عقل حتي لو حاول بتجاوزها أو نكرانها، حتى عندما حاول ساليري أرغمته مداركه علي الإيمان بشئ ما، و بغض النظر عن سبب فقده لإيمانه لا يمكن تجاهل حقيقة بحثه الذي لم يستمر كثيراً فأمسي يؤمن بجلاده، بمجده و حب الموسيقي له و خشوعها، فوجدها حقيقة ساطعة سولت له أفكاره إعتناقها عن ظهر قلب، موتسارت الصديق و الحبيب الفكرة و الجنون، نصله الذي عبر ف أستقر بقلبه، ميل قلبه و خذلانه، فقد ساليري إيمانه كفخ لحمل صغير، فأستقرت أفكاره الشيطانية علي الدواء و العلة، أمر مثير للتفكير، من أين أتي و أين ذهب، نقطة إلتقاء تفرقت سبلها و تشعبت، و كلها تؤدي من كل شئ إلي لا شئ، شئ كمعزوفة صغيرة كانت ستنقذ حياة الصغير و سلام ساليري، و ليالي فيينا البيضاء، كلهم مروا و كأن شيئاً لم يكن و لم يتبقي سوي بضعة آلام صغيرة تحلم بالإندثار هرباً منها، عليل و علة لم يكونا دوران كافيان لساليري فأكمل ثالوثهم بالدواء.
Amadeus (1984) / Dir. Milos Forman
Amadeus (1984) / Dir. Milos Forman
تعليقات
إرسال تعليق