جزء من لقاء صحفي مع جوزيه ساراماغو
كنت أقول بأن التاريخ البشري يظهر معقدًا جدًا، لكنه في الحقيقة بسيط جدًا. نحن نعلم بأنا نعيش عالم عنيف. العنف أساس لاستمرار الحياة، يجب أن نقتل الحيوانات أو يقتلها أحد لأجلنا حتى نتغذى. نقطف الفواكه، ونقطف الورود لتزيين بيوتنا. هذه كلها تصرفات عنيفة ضد المخلوقات الأخرى. والحيوانات أيضًا تتصرف بذات الطريقة؛ فالعنكبوت يأكل الذباب، والذباب بدوره يأكل ما يأكله الذباب عادة. ومع ذلك، هناك فارق كبير؛ فالحيوانات ليست قاسية، عندما يلف العنكبوت ذبابةً بشبكته، فهو ببساطة يضع غذاءه للغد في الثلاجة. القسوة صنيعة الإنسان. الحيوانات لا تعذب بعضها البعض، لكننا نحن نفعل. نحن المخلوقات القاسية الوحيدة في هذا العالم.
هذه الملاحظات تقودني للتساؤل التالي، والذي أعتقد بأنه منطقي جدًا: إذا كنا نحن المخلوقات القاسية هنا، كيف نقول بأننا مخلوقات منطقية؟ لأننا نتكلم؟ لأننا نفكر؟ لقدرتنا على الابتكار؟ حتى مع كل هذه القدرات فإننا لا نتوقف عن كل أفعالنا السلبية والعنيفة التي نتشاركها. هذه هي المشكلة الأخلاقية التي علينا أن نتحدث عنها، ولهذا أجد اهتمامي بالأدب يقل يومًا بيوم.
أحيانًا أفكر في نفسي، أتمنى ألا يكون بمقدورنا مغادرة هذا الكوكب، لأننا إذا انتشرنا في العالم، فعلى الأرجح لن نتصرف بطريقة مختلفة في أي مكان آخر. إذا استطعنا أن نسكن الفضاء، وأنا لا أؤمن بإمكانية ذلك، سنكون مثل العدوى أو المرض. نحن على الأرجح فيروس من نوع آخر، ومن سوء الحظ أننا نعتقد بأننا مركز الكون. لقد كنت مؤخرًا متأكدًا من ذلك، عندما قرأت عن (سوبر نوفا) التي انفجرت. فالنور الذي يصل إلينا من الشمس، في ثلاث أو أربع سنوات الماضية، احتاج إلى 166 ألف سنة للوصول إلينا، فأعود وأقول بأنه من غير الممكن أن نصل إلى مثل هذا البعد، ليس هناك من خطر.
تعليقات
إرسال تعليق