حلّت الأمور الملفّقة والمزيّفة وغير الأصيلة محلّ الطبيعي والأصيل والعفوي \ دانييل بورستين

 




في الثقافة المعاصرة، حلّت الأمور الملفّقة والمزيّفة وغير الأصيلة محلّ الطبيعي والأصيل والعفوي، حيث تحوّل الواقع نفسه إلى مسرحية. بات الناس يعيشون بنحوٍ متزايد في عالمٍ أصبح فيه الخيال أكثر واقعيّةً من الواقع.

نحن نجازف في أن نكون أول الناس في التاريخ الذين تمكّنوا من جعل أوهامهم حيّةً ومقنعة وواقعية، لدرجة أن يعيشوا فيها. 

نحن أكثر الأجيال وهماً على مرّ التاريخ. ومع ذلك نحن لا نجرؤ أن نصاب بخيبة أمل، لأنّ أوهامنا هي ملجأنا الذي نستكين إليها، إنّها أخبارنا وأبطالنا ومآثرنا وأحلامنا ومغامراتنا وفنوننا وتجاربنا الشخصية. 

الصورة شيءٌ نطالب به. يجب أن تخدم أغراضنا وأهدافنا. الصورة وسيلة، ما لم تكن صورة الشركة نفسها أو صورة الشخص نفسه مفيدة، فستُستَبعَد وتُرفَض. صورة أخرى قد تتناسب بشكل أفضل. 

الصورة مصنوعة حسب طلبنا، ومُصَمّمة لتناسب احتياجاتنا. أمّا المثالي فهو الذي ينادينا ويطالبنا. إنّه لا يخدمنا، بل نحن نعيش لخدمته. إذا كان لدينا مشاكل في التّوق إليه، فإنّنا نفترض فوراً أنّ المشكلة فينا نحن، وليس في المثالي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معضلة القطار...علم الأخلاق

كلُّه نكتة كونيّة \ روبرت أدمز

معضلة سفينة ثيسيوس

الحياة \ فريدريك نيتشه

قرد في الأكاديمية \ فرانز كافكا

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

لماذا لا يمكن تخطيط العظمة؟ Why Greatness Cannot Be Planned

عصر الفراغ \ جيل ليبوفتسكي

الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل

أوهام العقل... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية