تعليقا على فقرة كامو المؤثِّرة
"لسنوات عديدة كنت أعيش حياتي طبقًا للمعايير الأخلاقية الخاصة بالجميع، حيث أنني أجبرت نفسي على العيش مثل أي شخص آخر، وأن أنظر للأشياء من وجهة نظر أي شخص أخر، وكنت أردد مثل ما يقول الجميع؛ لكي يكون هناك نوع من الرابط بيني وبين الأخرين، حتى لو كنت أشعر بالإنفصال التام عنهم في داخلي . و بعد ذلك كله حدثت الكارثة ، حيث أنني الآن أتجول وسط حطام نفسي ، بطريقة فوضوية ومتمردًا على كل شيء، مهشم كليا من داخلي وحيدًا، مع تقبلي لكي أكون كذلك، وأخيرا تخليت تمامًا عن الجميع، وانزويت في وحدتي، ويجب علي أن أعيش الحقيقة بعد أن عشت حياتي كلها في كذب". إن جوهرك لا يكذب عليك، مهما كذب عليك الآخرون، أو كذبتَ أنت على نفسك، من خلال إصرارك على عمل المصالحة أو التوافق مع المجتمع، أو مع محيطك، بدعوى التسامح، والخوف على فقدانهم ؛ إن ذلك لا يجدي شيئا يا صديقي، يوما سوف تثور عليك ذاتُك الحقيقية في مباغتة عنيفة، وستكون النتيجة أسوأ وأقسى، وهذا ما حدث لك يا كامو ولنا ! والمصيبة الأفظع هي أنك اليوم، لم تعد قادرا على أن تكون نفسك ذاتها ولا إياهم، بل أنت كائن متبدد، شيء عبثي متنقل . فكان الأجدر بنا منذ البدا...