المسألة الأخلاقية القديمة معضلة القطار أو مفارقة القطار هي تجربة فكرية في علم الأخلاق والشكل العام للمشكلة هو : هنالك عربة قطار تسير باتجاه خمسة أشخاص مقيدين أو عاجزين عن الحركة ممددين على السكة يعنى مسار القطار أنت تقف بالقرب من العتلة التي تتحكم بمحولة السكة الحديدية إذا سحبت العتلة، ستتابع العربة سيرها في المسار الثانوي الآخر وسيتم إنقاذ خمسة أشخاص على المسار الرئيسي لكن يوجد شخص واحد ممدد على المسار الثانوي أنت أمام خيارين : الخيار الأول هو ألا تفعل شيئا وتسمح للعربة بقتل خمسة أشخاص على المسار الرئيسي . الخيار الثاني هو سحب العتلة، وتحويل العربة إلى المسار الثانوي وسوف تقتل شخص واحد . س/ ترى أي الخيارين هو أكثر أخلاقية مع التعليل لاختيارك ..؟ معضلة القطار هي تجربة فكرية شهيرة في مجال الأخلاق، تهدف إلى استكشاف المفاهيم الأخلاقية المتعلقة بالخير العام والتضحية. تتنوع معضلة القطار في تفاصيلها: السيناريو الأساسي: تخيل أنك تقف بجانب رافعة تحويل مسار قطار. يسير قطار خارج عن السيطرة على مسار يؤدي إلى قتل خمسة أشخاص. يمكنك سحب الرافعة لتحويل مسار القطار إلى مسار آخر يؤدي إلى قت...
هناك معضلة فلسفية قديمة لم تُحل بعد حتى اليوم، تُعرف بمعضلة سفينة ثيسيوس. بإيجاز: ثيسيوس كان ملكًا إغريقيًا أخذ سفينته وذهب لمحاربة أعدائه وانتصر عليهم. عندما عاد، احتفل الناس به وقرروا تخليد سفينته الأسطورية. مع مرور الوقت، كانت ألواح السفينة تتآكل، فكان الناس يستبدلون الألواح التالفة بأخرى جديدة كل عام. وهكذا، سنة بعد سنة، حتى لم يبق في النهاية أي خشب أصلي في السفينة. وهنا تظهر المعضلة: هل السفينة لا تزال هي نفس سفينة ثيسيوس التي انتصر بها؟ هل ما زالت تحتفظ بنفس أسطورتها الأصلية؟ إذا كانت الإجابة نعم، فكيف يكون ذلك والخشب الأصلي لم يعد موجودًا؟ وإذا كانت الإجابة لا، ففي أي مرحلة فقدت السفينة هويتها؟ هل كان ذلك بعد تغيير اللوح الأول؟ أم الثاني؟ أم الألف؟ أم الأخير؟ من هنا، نصطدم بسؤال: هل للأشياء جوهر تتعرف به حتى لو تغيرت من الخارج؟ أم أنه لا يوجد شيء يُدعى الجوهر، وأن الأشياء ليست إلا مجموع عناصرها وخصائصها الخارجية؟ تم ربط هذه المعضلة بسؤال الهوية الإنسانية. ليس فقط التغيرات البيولوجية التي تحدث لنا مع مرور الوقت من موت وتجديد الخلايا وما إلى ذلك، ولكن على مستوى الذات والشخصي...
رسلت نظراتي إلى أعماق عينيك الساهدتين، أيتها الحياة، فوقف نبضان قلبي؛ إذ رأيت الذهب متوهجًا فيهما ورأيت مركبًا ذهبيًّا يشع على بحر الظلام يشدُّ بمهدٍ مذهَّب مشرف على الغرق. ورشقتِ قدميَّ المصابتين بجنون الرقص بنظرة مسكرة مذيبة ضاحكة مستفهمة، وما قرعت يداك الصغيرتان ضربتين على دفِّك حتى تحفزت قدماي للوثوب وتنصَّت عقب كل منهما لأوزانك، وأُذن كل راقص مفتوحة في عقب قدمه. وثبتُ إليك، أيتها الحياة، ولكنك تراجعت عني وتوليت، فإذا بغدائر شعرك المتطاير تسمعني فحيح الأفاعي وتريني من ألسنتها نصالًا. قفزت متراجعًا عنك وعن أفاعيك، فإذا بك متعالية تتحولين مقبلة عليَّ، وقد تدفقت بالشهوات عيناك، مشيرتين إليَّ بنظراتهما المنحرفة أن أتبع السبل الملتوية، وهكذا تعلمت قدماي المراوغة على منعرجات الطريق. إنني أخشاك قريبةً وأحبك بعيدة، أيتها الحياة، فيجذبني إعراضك عني ويوقفني إقبالك نحوي، فأنا معذب بك وأي عذاب لا أتحمله من أجلك، أنت المحرقة ببردك، الساحرة بكيدك، الجاذبة بإدبارك المحيرة بسخريتك. أي إنسان لا يكرهك، أيتها الآسرة الغامرة الساحرة التي لا يفوتها مقصد تتجه إليه، ومن لا يحبك وأنت البريئة الرَّعْ...
قرد في الأكاديمية، الذي نشره فرانز كافكا عام 1917، عبارة عن قصة قصيرة تحكي شهادة قرد يُدعى روتبيتر تم أسره في أفريقيا، وهو يحكي لأكاديمية علمية عن رحلته نحو الأنسنة. تم القبض عليه من قبل الرجال، ووضعه في قفص وأجبر على التكيف مع حياة العبد. وللهروب من حالة السجن والتعذيب، يبدأ بتقليد السلوك البشري، ويتعلم الكلام، والمشي منتصب القامة، والتصرف مثلهم. ومع ذلك، فإن هذا التعلم ليس ارتفاعًا روحيًا، بل هو عملية بقاء. لا يسعى روتبيتر إلى الحرية بالمعنى المثالي، بل يبحث عن هروب عملي من المعاناة، والذي يرمز إليه باندماجه في المجتمع البشري. يصبح كائنًا في منتصف الطريق بين الحيوان والإنسان، ويفقد جوهره القرد بينما لا يصبح إنسانًا كاملاً أبدًا. التأمل الأدبي يستكشف كافكا العديد من المواضيع العميقة هنا المتعلقة بالعزلة والحرية والاستيعاب والطبيعة البشرية. إن شخصية القرد ذات الطابع الإنساني هي قصة رمزية قوية للتكيف القسري مع الثقافة السائدة، حيث يجب على الفرد التضحية بهويته من أجل البقاء. إن فقدان الهوية هذا هو فكرة كافكاوية نموذجية، حي...
حوار تخيلي بين باحثان يعتنقان فلسفتين متناقضتين: جون دور، مؤلف كتاب "قياس ما يهم Measure What Matters"، الذي يؤكد على أهمية تحديد الأهداف و النتائج الرئيسية القابلة للقياس، وكينيث ستانلي، مؤلف كتاب "لماذا لا يمكن تخطيط العظمة Why Greatness Cannot Be Planned"، الذي ينتقد تحديد الأهداف و النتائح الرئيسية الصارمة و تأثيرها السلبي على الابتكار. جون دور: كينيث، أحترم عملك وانتقادك لمبدأ تحديد الأهداف الصارمة، لكن ألا تعتقد أن الأهداف ضرورية لتحقيق تقدم ذي مغزى؟ الأ تقتعد أن الأهداف و النتائج الرئيسية OKRs توفر الوضوح في الرؤية و التموضع السليم،الأهداف و النتائج الرئيسية تساعد تحافظ على اتجاه الأفراد والمنظمات في الوجهة الصحيحة. كينيث ستانلي: أفهم وجهة نظرك، جون. يمكن أن تساعد الأهداف والنتائج الرئيسية OKRs بالتأكيد في البيئات المنظمة. لكن في مجالات الإبداع والابتكار، غالبًا ما تقيد الأهداف المحددة مسبقًا روح الاستكشاف. تأتي العديد من الاكتشافات من السعي نجو الفضول بدلاً من هدف ثابت. على سبيل المثال، لم يشرع أحد في "اختراع الليزر" وتطبيقاته الحديثة - لقد ظهر ك...
ان ما يتصارع مع شجاعـة الحكمة هو المخاوف والرغبات ، وقـد ابـدع ا لرواقيون مبدأ عميقا خاصا بالقلق يذكرنـا كذلك بالتحليلات الحديثة، لقد اكتشفوا ان موضوع الخوف هو الخوف ذاته، يقول سينيكا : ليس ثمة ما هو مخيف في الاشياء باستثناء الخوف ذاته. ويقرر ابكتيتوس و ليس الموت او العناء هو الشيء المخيف وانما المخيف هو الخوف من الموت والعناء، ان قلقنا يضع اقنعة مخيفة على وجوه كافة الناس وفوق جميع الاشياء واذا ما جردنا الناس والاشياء من تلك الاقنعة فان ملامحهم الخاصة ستظهر اما الخوف الذي كانوا يبثونه فسيتبـدد. وذلك امر ينطبق حتى على الموت، فحيث ان تحليلا من حياتنا يسلب منا كل يوم ا ي حيث اننا نموت كل يوم، فان الساعة الاخيرة التي نكف فيها عن الوجود لا تجلب بذاتها الموت، انها تكمل فحسب عملية الموت وما الأهوال التي ترتبط بها الا محض خيال وهي تتبدد اذا ما نزعنا القناع عن محيا الموت. إن رغباتنا الطليقة هي التي تخلق الأقنعة وتضعها على وجوه الناس وفوق الاشياء، وقد سبق سينيكا نظرية فرويد عن الطاقة الحيوية وان يكن في مجال اكثر شمولا ...
قمة اللامبالاة أن يعيش الإنسان بلا هدف ولا معنى، في زمن الإبهار والإغراء تتلاشى التناقضات الصلبة، بين الحقيقي والمزيف، وبين الجميل والقبيح، وبين الواقع والوهم، وبين المعنى واللامعنى، وتصبح المتضادات "عائمة". صار بإمكان الإنسان أن يعيش بلا هدف ولا معنى في تعاقب وميضي، وهذا شيء مستجد، فقد سبق لنيتشه أن صرح بأنّ أي معنى كائناً ما كان يبقى أفضل من غياب المعنى كلياً، وحتى هذا لم يعد صحيحاً اليوم، ولم تعد هنالك حاجة إلى المعنى، ويمكن للإنسان أن يعيش دون اكتراث للمعنى، دون شجو ولا إحباط ولا تطلع إلى قيم جديدة، وهذا في نظر الكثير من الدارسين هو قمة اللامبالاة. ظاهرة اللامبالاة تبرز بوضوح أكبر في ميدان التعليم حيث تلاشت هيبة المدرسين وسلطتهم بشكل كامل في غضون بضع سنوات وبسرعة خاطفة، حيث أصبح خطاب المعلم الآن منزوع القداسة ومبتذلا، وعلى قدم المساواة مع خطاب الإعلام، وأصبح التعليم آلة تم تحييدها بسبب الفتور المدرسي الذي يظهر من خلال الاهتمام المشتت والارتياب غير المتحرج تجاه المعرفة. يريد الإنسان أن يعيش الحاضر ولا شيء غيره، ولم يعد يرغب أن يعيش وفقاً للماضي والمستقبل، ففقدان معنى ال...
الأبعاد الفلسفية لفيلم أنا لا أكذب .. ولكني أتجمل يحمل فيلم أنا لا أكذب ولكني أتجمل أبعادًا فلسفية عميقة تتعلق بالهوية، والحقيقة، والمظهر الاجتماعي، والصراع الطبقي. يمكن تحليل الفيلم فلسفيًا من عدة زوايا: 1. جدلية الحقيقة والمظهر يطرح الفيلم سؤالًا فلسفيًا حول العلاقة بين الحقيقة والمظهر، وهو سؤال شغل الفلسفة منذ أفلاطون حتى الفلسفة المعاصرة. بطل الفيلم، حمدي، يجد نفسه عالقًا بين واقعه الحقيقي وهويته الزائفة التي صنعها ليحظى بالقبول. هنا يظهر تأثير الفلسفة الظاهراتية (Phenomenology)، حيث يكون للظاهر قوة في تشكيل العلاقات الاجتماعية، حتى لو كان مخالفًا للحقيقة. 2. الهوية والاغتراب حمدي يعيش حالة من الاغتراب (Alienation)، وهو مفهوم ناقشه هيغل وماركس. إنه مغترب عن ذاته الأصلية، حيث يضطر إلى خلق هوية مزيفة ليتكيف مع محيطه. هذا يعكس إشكالية الوجود للذات مقابل الوجود للآخر عند سارتر، حيث لا يكون الإنسان ما هو عليه، بل ما يراه الآخرون فيه. 3. الصراع الطبقي وإشكالية العدالة الاجتماعية الفيلم يبرز بشكل واضح الصراع الطبقي، حيث يجد حمدي نفسه مضطرًا إلى التزييف بسبب فجوة اقتصادية ضخمة ...
«أوهام العقل»... صراع الذاكرة وألزهايمر في رواية هولندية وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» رواية «أوهام العقل» للكاتب الهولندي جي برنلف بأنها «حكاية رائعة ومروعة إلى درجة أننا نشعر بمرافقة بطلها مارتن في تدهوره ليس كمراقبين، ولكن كمشاركين في مأساته». وصدرت مؤخراً عن دار «الكرمة» بالقاهرة ترجمة هذا العمل على يد أمينة عابد، كنص حميم ومؤثر عن التدهور الدراماتيكي الذي يعانيه رجل مسن يصاب بمرض ألزهايمر في سردية تستمد قوتها من الصوت الفريد والرائع للرجل نفسه، ولهذا السبب ما زالت من أكثر الروايات قراءة في الأدب الهولندي وبيع منها أكثر من 750 ألف نسخة، كما تُرجمت إلى العديد من اللغات وتحولت إلى فيلم سينمائي. يعيش السبعيني مارتن كلاين في البداية بذهن حاضر وإن كان مرهقاً مع زوجته في ولاية ماساتشوستس الأميركية، وُلدا في هولندا وتحملا بصعوبة الاحتلال النازي لها قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة. وفي حين أن مارتن اعتبر نفسه لفترة طويلة شخصية «هامشية» اجتماعياً وحياته العائلية «غير مبهرة»، فإن له قدرة متميزة على الملاحظة والإدراك حتى مع تدهور حالته الصحية: «يبدو أنني أفقد كلماتي مثلما يفقد شخص دمه»....
تعليقات
إرسال تعليق