المشاركات

نرجس \ مايكل أنجلو

صورة
    نرجس  ميثلوجيا إغريقية تحكي قصة شاب إسمه نرجس ، رأى صورة وجهه في صفحة ماء البئر ، فأعجبه جماله ورمى نفسه بالبئر وغرق . فكان أن جف البئر فيما بعد ونبتت فيه زهرة أطلق عليها زهرة النرجس ، ومن هذه الحكاية أخذ مصطلح " نرجسية " أو الأنا وحب الذات " الأنانية " . كانت هذه اللوحة في عصرها واحدة من أهم اللوحات التي عرفتها إيطاليا وتنافس على اقتنائها عدة أمراء وكادت أن تشعل حروبآ فيما بينهم لولا أن " مايكل أنجلو " فضل إهدائها إلى الفاتيكان . الكثير من النقاد إعتبر هذه اللوحة فاتحة حقيقية على خيال الرسامين فيما بعد .... تاريخ اللوحة 1594.

الكمال والمثالية \ غييرمو ديل تورو

صورة
  نحن نعيش أو نموت تحت طغيان الكمال والمثالية. مجتمعياً، نحن مدفوعين نحو بلوغ الكمال. بدنياً، جمالنا يجب أن يتوافق مع معايير قاسية وغير مألوفة. أن نتعامل ونعيش بطريقة محددة، لكي نظهر للعالم إننا نعيش بسعادة وصحة جيدة وإن حياتنا مليئة بالمسرات. يخبروننا، عبر إعلانات عديدة للشامبو أو نوع من المشروبات، أن نبتسم دائمًا وان لا نظهر قلقنا.وأنا أشعر أن أكثر هدف ممكن تحقيقه في حياتنا هو إن نحظى بالحرية التي يمنحنا إياها افتقارنا للكمال. وليس هنالك قديسٌ راع لعدم الكمال أو المثالية مثل الوحش. سنحاول ببأس شَدِيد لكي نكون ملائكة. لكن أنا أعتقد إننا كي نعيش حياة متزنة وحكيمة يجب أن نتقبل الجانب الوحشي في أنفسنا وفِي الآخرين كجزء من كوننا بشر. عدم الكمال، ان نتقبل واقع إننا لسنا مثاليين، يقودنا للتسامح ويحررنا من النماذج الإجتماعية التي تبدو لي مريعة وظالمة.

ﺍﻟﺴﻴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ

صورة
  ﺗﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻬﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺩﺑﻲ ﻓﻨﻲ ﻓﻜﺮﻱ ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺍﻗﻊ ﺁﺧﺮ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎً ، ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ، ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻜﺒﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﻭﻳﺠﺐ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﻣﻜﺒﻮﺗﻪ ﻭﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ . ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻼﻡ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ، ﻭﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﺩﺑﻴﺔ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ .

الزوال \ سيغموند فرويد

صورة
  هناك مقال عظيم كتبه "سيغموند فرويد" يسمى " الزوال" وفيها يستشهد بمحادثة اجراها مع الشاعر "ريلكيه" عندما كانا يسيران بجانب حديقة جميلة، وفجأة بدا على "ريلكيه" أنه على وشك البكاء! سأله فرويد ماذا بك؟ انه يوم جميل وهناك نباتات جميلة من حولنا، وهذا رائع! ريلكيه قال: حسنا لا أستطيع تحمل حقيقة أنه في يوم ما كل هذا سيفنى! كل هذه الأشجار، كل هذه النباتات، كل هذه الحياة تسير إلى الاضمحلال، يذوب كل شيء في اللامعنى.. عندما تفكر في أن الزوال او عدم الثبات هو شيء حقيقي فعلاً. لعل أعظم مشكلة وجودية هي الكون، وأنا حقيقة صدمت بهذا... ربما هذا السبب أنه عندما نحب، نشعر بالحزن نوعا ما، هناك حزن في الوصول للنشوة، الأشياء الجميلة أحيانا تجعلنا نشعر بالقليل من الحزن وذلك لأن ما يشيرون إليه هو (الإستثناء)، رؤية شيء أكبر .. رؤية لما وراء الأبواب المغلقة، حفرة لنسقط فيها، ولكن بشكل مؤقت.. وأعتقد بنهاية المطاف، أنها مأساة. هذا هو السبب في أن الحب يملأنا بالفرح والكآبة في وقت واحد، هذا هو السبب أنه أحيانا أشعر بالحنين على شيء لم أفقده بعد، لأنني أرى زواله! وكيف يواجه ال

صورة دوريان جراي \ أوسكار وايلد

صورة
  إنّ في الحياة سموما عجيبة لا سبيل الى معرفة خواصها إلى أن تتسمّم بها النفس. وإنّ في الحياة أمراضا غريبة لن يفهمها بنو الانسان إلا إذا نزلت بهم ثم خرجوا منها ناقهين. ولكن ثمرة الاختبار شهية، والحياة حلو مذاقها لمن عرف حقيقتها. وما ألذّ أن يتأمل الانسان العاطفة الرقيقة تقسو حتى تصير كالصارم المشحوذ والعقل الغليظ يرقّ وتضفي عليه العاطفة جميل الألوان، ويري كيف يلتقيان وكيف يفترقان! إنّ الثمن الذي ندفعه لنظفر بهذه التجربة بخس مهما علا ولو وجدنا بالحياة ذاتها. فالاحساس أثمن ما في الوجود، وفي سبيل الاحساس يهون كل شيء.

في إنتظار غودو \ صامويل بيكيت

صورة
  سنة 1948م كتب صامويل بيكيت أحد أهم أعماله الأدبية وهي مسرحية قصيرة تنتمي للمسرح العبثي عنوانها " في إنتظار غودو waiting for Godot وهي مسرحية تدور حول شخصين ينتظران مجيء شخص إسمه "غودو" يفترض به أن يغير حياتهما للأبد، لكن يمضي اليوم الأول والثاني والثالث وبقية الأيام دون أن يحضر هذا المنتظر، وبالتالي تحولت حياتهما لمحطة إنتظار أبدية وعلقا في المنتصف بين ماضي يهربان منه والمستقبل المرتبط بحضور "غودو" ومعلق به. "غودو" موجود في حياة الكثيرين منا وهو مسؤول عن أكبر مستوى من هدر الحياة وفقدها على مستوى التاريخ البشري، قد يتجسد غودو على هيئة شخص ينسج الوعود وتتوقف الحياة في إنتظار قدومه أو لحظة قدر ننتظرها بفارغ الصبر أو تغيير في المواقف، الحصول على المال، أو تدخل علوي منتظر ... الخ، تتجمد الحياة عندها وتتحول إلى لحظة إنتظار أبدية لحضور "غودو" الذي قد لايحضر أبداً ! الإنتظار جزء من نظام الحياة وضرورتها لكن الخطر يكمن في إنتظار من قد لا يأتي أبداً عندها يجب أن يملك المرء الإرادة و القوة للتخلص من وجود "غودو" في حياته والتوقف عن إنتظاره حت

العناد يقتل الحب دومآ

صورة
  يحكي أن كان هناك جزيرة تعيش عليها جميع المشاعر الإنسانيه معا وفي يوم من الأيام هبت عاصفة شديدة علي الجزيرة وكانت الجزيرة على وشك الغرق..!! كل المشاعر كانت خائفة جدآ إلا الـحـــب كان مشغولآ بصنع قارب ليهرب بكل المشاعر .. و بعد أن إنتهي الـحــب من صنع القارب صعدت جميع المشاعر على متنه... إلا شعور واحد ..!!! نزل الـحـب ليرى من هو الشعور الذي تخلف عنهم لقد كان......... الـعـنـاد حاول الـحـب أن يقنع العناد بالهرب معهم .... حاول......و حاول لكن العناد أصر علي موقفه وعناده ..!! في الوقت الذي كانت فيه المياة ترتفع أكثر ........و أكثرررر جميع المشاعر طلبت من الحب أن يصعد القارب و يترك العناد ( ولكن الحب خُلق ليُحب ) وفي النهاية هربت جميع المشاعر ولكن الحب مات غرقآ مع العناد على الجزيرة لذا فالعناد يقتل الحب دومآ فلماذا لا نمسح العناد من قائمة المشاعر ..؟؟ ندفنه قبل أن نبدأ مشوار الحب.. نحتوي من نـحـب بالـحــــب و نترك الغرور و العناد لمن لا يعرف الحب.

الوجود مُعاناة

صورة
  "ربما.. تحت كل شيء.. هُناك ألَمٌ لا مَفَر مِنه". بِصفتي أعمل مُعالِجاً.. فأنا على دِراية بألَم الكثير من الناس.. ويُخبرني العديد من طلابي أنهم لَن يتمكنوا من أن يُصبِحوا مُعالجين.. لأنهم لا يَشعرون أن بإمكانهم التعامل مع الإستماع إلى آلام الآخرين.. ولأن لا أحد يأتي للعلاج بسبب أن حياته رائعة وخالية من الألم.. لذلك فالمُعالج في بَعض الأحيان سَ يَسكُن في مُعاناة الآخرين.. ويُضيف لِ نَفسهِ المَزيد من الألم إلى ما يتعايش معه مُسبقاً.. لكن النقطة الأساسيّة بأن الجميع يَتعاملون مع شيء مؤلم.. وربما هو ذات الألمْ لكن بأشكال مُختلفة.. العديد مِن الأديان تدعوا الناس إلى تَقبّل الحياة على أنها صعبة ومؤلمة.. وأنه ستكون هُناك مُكافآت في "الحياة الآخِرة!".. وأن عليهم أن يَتعاملوا مع قسوة الحياة ويَنتظرون مُكافآتهم.. وهذا دليل إضافي على أن الألمْ مُتأصِل في الحياة والوجود.. وأن الجميع يُعاني.. لكن في "البوذيّة" يختلف الأمر.. لِعَدَمْ إدِّعاء حياة آخرة.. ولأنه في أحد قوامِها.. ترجمة حقيقيّة ونبيلة.. وَ هِيَ إدراك أنه حتى في المُتعة هُناك مُعاناة.. لأننا نعرف أن هذه المُ

أن نجد الحب \ باتريك ليندر

صورة
  نحن مخلوقات مُحبّة، محدودة. أو مخلوقات محدودة، مُحبّة. ولأن الحدود تحاصرنا، نميل أحيانًا لإخفاء الحب. لا نريد أن نتعرض للألم. وكلما تقدمنا في السن، يصبح الأمر أكثر خداعًا: كلما تعرضنا للألم والخيبة أكثر، كلما كان احتمال وقوعنا في أمان ذواتنا المحدودة أكثر. سوف يجرح قلبك أحدهم، ثم بشكل منطقي، ستحاول أن تحمي قلبك. المخاطرة تصبح أكثر صعوبة. الندوب التي تعرضت لها من آلامك السابقة ستخلق جدرانًا عالية حولك من السهل جدًا أن تختبئ وراءها ... نحن كائنات اجتماعية بالفطرة، نريد أن نحب وأن نجد الحب. أنا متأكد بأنك قد سمعت هذه الجملة: “ولدنا وحيدين وسنموت وحيدين. ارتباطنا بالآخرين لا يستمر للأبد، وهو غريب على حقيقتنا البشرية.” هراء. هذا هراء. نحن نبحث عن الارتباط. نريد الحب. نريد أن نشعر بالأمان مع شخص آخر. العزل مؤلم ويدمّر الروح. إنه السبب الذي وضعت لأجله السجون، إنه العقاب الذي يستخدم لإيلام البشر أتخيل أن للحب عين طائر ينظر لنا من أعلى، ونحن مجرد فقاعات صغيرة، نحاول في غالب الوقت أن نتفادى بعضنا حتى لا ننفجر. وحين يحدث الاصطدام، أحيانًا تنفجر فقاعتك وتصبح مفتوحة، دون جلد، ودون حماية، وهذا سيؤ

ما التشاؤم؟ الفلسفة الكامنة في مسلسل TRUE DETECTIVE

صورة
  أحدُ أوائلِ اللقاءاتِ الحميمةِ التي تجمعنا بشخصيةِ راستن كول’Rustin Cohle ‘التي يؤديها ماثيو ماكونهي’ Matthe McConaughey ‘ هو في حوارٍ له مع شريكه الجديدِ مارتن هارت Martin Hart - حولَ معتقداته الوجوديّة. حينَ يلحُ بسؤاله عنِ التزامه بالمسيحيّة، ينفي ’رَسْت‘ أيَّ صلةٍ بها ( تتجاوز غرضه بالتأمل)، ويؤكدُ أنّه " ما يعرَفُ فلسفيًا ”بالمتشائم“. منَ المفهومِ أنَّ كثيرًا منَ النَّاس، بما فيهم مارتن نفسُه، وجدوا أنفسهم مدفوعينَ ليسألوا عندَ سماعهم هذا المصطلحَ أولَّ مرَّةٍ: 'ما معنى هذا؟' جاءَ الجوابُ تهربيًّا في البداية: ” هذا يعني أنّني لستُ رجلَ حفلات “ ولكنْ بعدَ قليلٍ منَ الضَّغطِ الصَّامتِ منْ مارتن، يبوحُ رَسْت برؤيته للعالَم: " أعتقدُ بأنَّ الوعيَ الإنسانيَّ زلَّةٌ مأساويّةٌ في تطوُّرِ النَّوعِ البشريّ، لقد تجاوزَ وعينا بالنَّفسِ الحدَّ اللازِم. أوجدتِ الطبيعةُ جانبًا منها غريبًا عليها، نحنُ كائناتٌ لا ينبغي أنْ توجدَ وفقًا للقانونِ الطبيعيّ. نحنُ أشياءُ تكدَحُ مدفوعةً بوهمِ امتلاكِ ذات، بَرْمَجَتْنَا مشاعرنا وخبراتنا الحسيَّةُ بتأكيدٍ تامٍ على أنَّ لكلِّ منا أهميته

الكاهن و الشيطان \ دوستويفسكي

صورة
  كتب فيودور دوستويفسكي  قصة على جدران زنزانته عام 1849تحت عنوان (الكاهن و الشيطان)    قال الشيطان للكاهن : ” مرحبا أيها الأب الصغير السمين ! ما الذي جعلك تكذب هكذا على هؤلاء الناس المساكين المضللين؟ أي عذابات من الجحيم صورت لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون أصلاً عذابات الجحيم في حياتهم على الأرض؟ ألا تعلم أنك أنت وسلطات الدولة مندوباي على الأرض؟ إنك أنت من تجعلهم يعانون آلام الجحيم الذي تهددهم به. ألا تعلم هذا؟ حسنا إذاً، تعال معي ! “ شد الشيطان الكاهن من ياقته، ورفعه عالياً في الهواء، وحمله إلى مكان سبك الحديد في مصنع. وهناك رأى العمال يركضون على عجل ذهاباً وإياباً، يكدحون في الحرارة الحارقة. وسرعان ما يفوق الهواء الثقيل مع الحرارة احتمال الكاهن، فيتوسل إلى الشيطان والدموع في عينيه : “دعني أذهب ! دعني أترك هذا الجحيم !”. ” آه، يا صديقي العزيز، يجب أن أريك أماكن أخرى كثيرة”. ويمسك به الشيطان مرة أخرى ويسحبه إلى مزرعة. وهناك يرى العمال يدقون الحبوب. الغبار والحرارة لا يحتملان. ويأتي المراقب حاملاً سوطاً، يهوي به بلا رحمة على كل من يقع على الأرض عندما يغلبه الإرهاق من العمل الشاق أو الجوع. وبع

الأمل للرسام العالمي جورج فريدريك واتس

صورة
  قد لا تصنف هذه اللوحة ضمن الأعمال الفنية التي تثير الفرح أو تبعث على الإرتياح لكنها تحمل فكرة إنسانية عظيمة وأجمل إحساس في بواطن النفس البشرية .  نرى إمرأة معصوبة العينين وحافية القدمين وهي تجلس في وضع إنحناء فوق مجسم للأرض بينما راحت تعزف على آخر وتر تبقى في قيثارة مكسورة ...

منظور بيكيت عن التشاؤم كمصدر تطهير داخلي و قوّة حياة

صورة
  في الفارق بين التشاؤم سهل المنال القائم على محتوى من الشكّ لا يتزعزع، وتشاؤم عسير المنال يتوغل في أقصى بؤس الإنسانية. الأوّل يبدأ وينتهي من مفهوم يقول إنّه لا شيء يستحقّ القيمة، والثاني يرتكز على نظرة معاكسة تماماً. ذلك لأنّ ما لا قيمة له، ليس قابلاً للانحطاط. وإدراك الانحطاط الإنسانيّ ـ الذي لعلّنا شهدناه بدرجات اشدّ من أيّ جيل سابق ـ ليس ممكناً إذا جرى إنكار القِيَم الإنسانية. لكنّ التجربة تصبح أكثر إيلاماً كلّما تعمّق الإقرار بالكرامة الإنسانية. ويشتمل مصدر التطهير الداخلي على حبّ للإنسانية يتنامى وسط التفهّم وهو يغوص في أعماق الاشمئزاز، وذلك يأس يتوجب أن يبلغ أقصى حدود المعاناة لاكتشاف أنّ التراحم ليس له حدود. ومن ذلك الموقع، في باطن عوالم الإفناء، فتنهض الكتابة من مزمور الإنسانية الجمعاء، وصوتها المخنوق يعزف نغم التحرير للمقهور، والسلوى للذين بحاجة ماسّة إليها .

هكذا تكلَّم الفلاسفة في الإرادة

صورة
  - إنَّ من قذف حصاة لن يستطيع أن يلحق بها ، لكن كان بوسعه أن يقذفها أو أن يدعها تسقط من يده ، إذ كان ذلك متعلِّقاً بإرادته. وكذا الشأن بالنسبة إلى الأشخاص الذين كانوا يستطيعون من الأول ، أن يتجنبوا الظلم و الفساد ، وما وقوعهم فيهما إلا بإرادتهم الخاصة ، لكن حالما يصبحون من الظالمين ، فإنه لم يعد بإمكانهم إلا أن يكونوا كذلك. ✍ أرسطو - إن الإنسان قد يتقدّم فيختار الأشياء الممكنة ، وتقع إرادته على أشياء غير ممكنة ، مثل أن الإنسان يهوى أن لا يموت. والإرادة أعمّ من الاختيار ، فإن كل اختيار إرادة وليست كل إرادة اختيار. ✍ أبو نصر الفارابي - إذا اعتبرت ملكة التصور الموجودة فيَّ ، فإنني سأجدها ضيقة ومحدودة للغاية ، وكذا الشأن بالنسبة للمخيلة أو الذاكرة. فالإرادة وحدها هي التي أجدها في شخصي في غاية العظمة ، لدرجة أنني لا أتصور قط شيئاً آخر أعظم منها وأكثر منها اتساعاً. وهكذا فإنها هي التي تعرِّفني أساساً بأنني على صورة الله وأنني شبيه به.  ✍ رينيه ديكارت - من بين جميع الأشياء التي يمكن تصوّرها ، لاشيء يمكن اعتباره خيراً على وجه الإطلاق ، ماعدا الإرادة الخيّرة وحدها. ✍ إيمانويل كانط - تسعى الحيا

ذكرى / للفنان البلجيكي رينيه ماغريت

صورة
   كما في كل أعماله السيريالية الأخرى تقريبآ ، يجمع " رينيه ماغريت " بين أشياء وعناصر لا رابط منطقيآ في ما بينها : كرة مضرب وورقة من شجرة وتمثال نصفي مصنوع من الجبس على مايبدو . وكل هذه الأشياء موضوعة فوق جدار . وفي الخلفية هناك ستارة طويلة حمراء تحجب جزءآ من السماء التي تبدو ربيعية وغائمة . لكن الغموض يطل علينا من المشهد مجددآ على هيئة سؤال : ترى ماذا قصد الرسام بتلك البقعة المستطيلة من الدم التي تغطي جزءآ كبيرآ من الخد الأيمن للتمثال النصفي ذي الملامح الأنثوية الفاتنة والدقيقة ؟ للأسف ليس هناك جواب على هذا السؤال . لكن المؤكد أن بقعة الدم تلك تثير إحساسآ بالانزعاج والألم . ولولا تلك البقعة لتحول المشهد - ربما - إلى صورة مجازية للهدوء والسكينة والتأمل الصامت . أيضآ يمكن أن يثير سؤال آخر عن علاقة العنوان بمضمون اللوحة . وهو سؤال تتعذر الإجابة عنه هو أيضآ . إذن من الأفضل ، والحالة هذه ، أن ننظر إلى هذه اللوحة باعتبارها قصيدة من الألوان والأشكال الجميلة التي تؤشر إلى مهارة صاحبها العالية وإلى حسه الابتكاري الواضح ، رغم افتقاد اللوحة عنصر العفوية والتلقائية ورغم خلوها من أية مشا

همس الجنون / نجيب محفوظ

صورة
  والذي لا شك فيه أن الموت ليس مؤلما ولا مفزعا كما يتوهم البشر، ولو عرف حقيقته الحيّ لنشده كما ينشد نشوة الخمر المعتقة، وفضلا عن هذا وذاك فلا يخامر المحتضر أسف ولا حزن بل الحياة تبدو شيئا تافها حقيرا إذا تخايل في الأفق ذاك النور الإلهي البهيج. كنتُ مكبلا بالأغلال فانفكت اغلالي. كنت حبيسا في قمقم فانطلق سراجي. كنت ثقيلا مشدودا إلى الارض فخلصت ثقلي و أرسلت وثاقي. كنت محدودا فصرت بغير حدود .كنت حواس قصيرة المدى فانقلبت حسا شاملا كله بصر وكله سمع وكله عقل، فاستطعت أن أدرك ما فوقي وما تحتي وما يحيط بي، كأنما هجرت الجسم الراقد أمامي لأتخذ من الكون جميعا جسما واحدا.

هذا هو الإنسان \ فريدريك نيتشه

صورة
  يبدو لي ايضا أن الكلمة الأكثر فجاجة، والرسالة الأكثر خشونة تظل أكثر فضلا وأكثر شرفا من الصمت. فأولئك الذين يركنون الى الصمت هم الذين يفتقرون دوما الى اللياقة وسماحة القلب. إن الصمت اعتراض، لكن تجرع الغصص ينتج عنه حتما فساد الطبع، بل يفسد حتى المعدة. كل الصموتين هم من المصابين بسوء الهضم.

شارب الأبسنث / للفنان التشيكي فيكتور أوليفا

صورة
  رغم شهرة هذه اللوحة ، فإن فيها جانبآ غير مألوف وهو أنها غير موجودة في متحف أو صالة لعرض الأعمال الفنية ، وإنما في مقهى تاريخي مشهور يقع في وسط "براغ " عاصمة جمهورية التشيك . اللوحة تتحدث عن مشروب يسمى " الأبسنث " ( وبالعربية الشيح أو شجرة مريم ) يستخلص من نبات ذي رائحة عطرية ومذاق شديد المرارة ، ينمو عادة في المناطق الصخرية والصحراوية  . وقد ذكره الطبيب الفيلسوف ابن سينا في بعض كتبه ، وكان يصفه لمرضاه كعلاج لبعض اعتلالات الجهاز الهضمي . غير أن النبات يكتسب خواص مسكرة إذا ما تم خلطه بأعشاب ومواد أخرى عن طريق التقطير  . الرسام " فيكتور أوليفا " اعتاد تعاطي " الأبسنث " في مقهى ( كافية سلافيا ) في " براغ " .... بعض الفنانين وصفوا تأثير " الأبسنث " بأنه يجلب حالة من السكر الشفاف الذي يفتح الذهن ويصفي الحواس ويحفز شاربه على الدخول إلى عالم الأفكار والتأملات العميقة . وقد عرفه الانطباعيون الفرنسيون الذين كانوا يجلبونه من السوق السوداء حيث كان يباع سرآ بعد أن تم حظره عقب تسببه في بعض حالات العنف والهلوسة وحتى الانتحار . يروي "

فرانز كافكا

صورة
  في الأسابيع الأخيرة من حياة كافكا بدأ يقيم في مصحة صغيرة بالقرب من فيينا من أجل  أن يعالج نفسة من سل الحنجرة. وكان معه أثنين من مرافقية ، الاول شاب طبيب، والأخر مجرد هاوي كتب، فأقاموا بغرفة مجاورة من التي يقطن فيها كافكا، وكان يُمنع عليهم زيارته والتحدث معه فالأطباء نصحوه بعدم الكلام لكنه طلب دخولهم والتواصل معهم عن طريق الكتابة. فكتب أحدى المرات وهو يتحدث عن الماء ( ناولني كي اشرب  ، هذه القطرات تتدخل الى الحلق مثل شظايا الزُجاج ) وعلى ورقة قد كتب لطبيبه عندما بلغ ذروة الألم ( أقتلني، وإلا فأنتَ مجرم ) وكتب ايضا بعد وقت أخر الى صديقته التي بجانبه وما تنفك حالته تزداد سوء ( أعطيني يديكِ ، حتى أتشجع اكثر ) يوم 2 يونيو تحسنت حالته بشكل مفاجئ لدرجة انه أصبح يمازح من حوله لكنه بدأ يتنفس بمشقة بوقت متاخر من الليل  فصديقته التي بجواره والتي بدأت  بالقلق وأستدعت صديقها رأت ان توقظ الطبيب وذلك الأخر ناوله ما يهدئه ، من سنين طويلة قبل كل ذلك كتب كافكا لصديقه ماكس برود : سأكون في غاية السرور على فراش الموت اذا لم تكن الالام شديدة  اخر ما كتبه كافكا على تلك القصاصات ( ولكن انا ذاهب ) حدث ذلك عن

أسرار الحياة \ ‎أوشو

صورة
  ‏كل ما في الوجود يرقص،باستثناء الانسان، الوجود كله في حالة استرخاء....الاشجار تزهر وتثمر،الطيور تحلق في أعالي  السماء،الانهار تنساب نحو مصبها،النجوم تسطع...كل شيء يبدو وكأنه في قمة الاسترخاء،لا أحد مسرعا،لا أحد ملحاً،لا أحد قلقاً،إلا  الانسان..الانسان ضحية عقله.